فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ} (9)

ثم عطف سبحانه . القبيلة الآخرة وهي ثمود على قبيلة عاد فقال { وثمود } هم قوم صالح وسموا باسم جدهم ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح . قرأ الجمهور ثمود بمنع الصرف على أنه اسم للقبيلة ففيه التأنيث والتعريف ، وقرأ يحيى بن وثاب بالصرف على أنه اسم لأبيهم .

{ الذين جابوا الصخر } أي قطعوه وقال ابن عباس : خرقوه والجوب القطع ومنه جاب البلاد إذا قطعها ، ومنه سمي جيب القميص لأنه جيب أي قطع ، قال المفسرون أول من نحت الجبال والصخور ثمود فبنوا من المدائن ألفا وسبعمائة مدينة كلها من الحجارة ، ومنه قوله سبحانه { وتنحتون من الجبال بيوتا آمنين } وكانوا ينحتون الجبال وينقبونها ويجعلون تلك الأنقاب بيوتا يسكنون فيها .

وقوله { بالواد } متعلق بجابوا أو بمحذوف على أنه حال من الصخر وهو وادي القرى ، وهو موضع بقرب المدينة من جهة الشام ، وقيل الوادي بين جبال ، وكانوا ينقبون في تلك الجبال بيوتا ودورا وأحواضا وكل منفرج بين جبال أو تلال يكون مسلكا للسيل ومنفذا فهو واد ، وقرأ الجمهور بالواد بحذف الياء وصلا ووقفا إتباعا لرسم المصحف ، وقرأ ابن كثير بإثباتها فيهما وقرئ بإثباتها في الوصل دون الوقف .