الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ} (9)

قوله : { وَثَمُودَ } : قرأ العامَّةُ بمَنْع الصرف ، وابنُ وثَّاب بصَرْفِه . وقد تقدَّم الكلامُ على ذلك مُشْبعاً . و " الذين " يجوز فيه ما تقدَّم في { الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ } . وجابَ الشيءَ يجوبُه قَطَعَه وخَرَقه جَوْباً . وجُبْتُ البلادَ : قطعتُها سَيْراً . قال الشاعر :

ولاَ رأَيْتُ قَلوصاً قبلَها حَمَلَتْ *** سِتِّين وَسْقاً ولا جابَتْ بها بلداً

قوله : { بِالْوَادِ } متعلقٌ : إمَّا ب " جابوا " ، أي : فيه ، وإمَّا بمحذوفٍ على أنه حالٌ من " الصخر " ، أو من الفاعِلين . وأثبت ياءَ " الوادي " في الحالَيْن ابنُ كثير وورشٌ ، بخلافٍ عن قنبل فرُوي عنه إثباتُها في الحالَيْن ، ورُوي عنه إثباتُها في الوصلِ خاصةً ، وحذفها الباقون في الحالَيْن ، موافقةً لخطِّ المصحفِ ومراعاةً للفواصل كما تقدَّم في { إِذَا يَسْرِ } [ الفجر : 4 ] .