صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ} (38)

{ ولقد خلقنا السموات . . . } أي خلقنا السموات في يومين ، والأرض في يومين ، ومنافعها في

يومين . ولو شاء الله لخلق الكل في أقل من لمح البصر ؛ ولكنه تعالى من فضله علمنا بذلك التأني في الأمور . { وما مسنا من لغوب } تعب وإعياء . مصدر لغب – من باب دخل – أي أعيا . وهو رد على اليهود في قولهم : إن الله استراح يوم السبت .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ} (38)

لغوب : تعب .

ثم أعاد الدليلَ مرة أخرى على إمكان البعث ، فبيّن أن الله خلق السمواتِ والأرضَ وما بينهما في ستة أطوار مختلفة وما أصابه تعب . . وما دام الله قادراً على خلْق هذا الكون العجيب فإنه قادرٌ على إعادة الحياة مرة أخرى .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ} (38)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ولقد خلقنا السماوات والأرض} وذلك أن اليهود، قالوا: إن الله حين فرغ من خلق السماوات والأرض، وما بينهما في ستة أيام، استراح يوم السابع، وهو يوم السبت، فلذلك لا يعملون يوم السبت شيئا...

{ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام}... {وما مسنا} يعني وما أصابنا {من لغوب} يعني من إعياء.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: ولقد خلقنا السموات السبع والأرض وما بينهما من الخلائق في ستة أيام، وما مسّنا من إعياء... عن ابن عباس، قوله:"وَما مَسّنا مِنْ لُغُوبٍ "يقول: من إزحاف... عن مجاهد، قوله: "وَما مَسّنا مِنْ لُغُوبٍ" قال: نصب...

عن قتادة، قوله: "وَلَقَدْ خَلَقْنا السّمَوَاتِ والأرْضَ..." الآية، أكذب الله اليهود والنصارى وأهل الفري على الله، وذلك أنهم قالوا: إن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام، ثم استراح يوم السابع، وذلك عندهم يوم السبت، وهم يسمونه يوم الراحة...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ولقد خلقنا} أي بما لنا من العظمة التي لا يقدر قدرها ولا يطاق حصرها {السماوات والأرض} على ما هما عليه من الكبر وكثرة المنافع {وما بينهما} من الأمور التي لا ينتظم الأمر على قاعدة الأسباب والمسببات بدونها {في ستة أيام}... ولو شاء لكان ذلك في أقل من لمح البصر، ولكنه سن لنا التأني بذلك {وما مسنا} لأجل ما لنا من العظمة {من لغوب} أي إعياء فإنه لو كان لاقتضى ضعفاً فاقتضى فساداً، فكان من ذلك شيء على غير ما أردناه، فكان تصرفنا فيه غير تصرفنا في الباقي، وأنتم تشاهدون الأمر في الكل على حد سواء من نفوذ الأمر وتمام التصرف، من اللغب وهو الإعياء...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

(ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وما مسنا من لغوب).. فأضاف هذه الحقيقة الجديدة إلى جانب اللمسة الأولى. حقيقة: (وما مسنا من لغوب).. وهي توحي بيسر الخلق والإنشاء في هذا الخلق الهائل. فكيف بإحياء الموتى وهو بالقياس إلى السماوات والأرض أمر هين صغير؟...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَواتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} بكل ما توحي به من عظمة الخلق، وجلال الصنع، ودقة النظام، وروعة الإبداع، {وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} لأن الله، في قدرته المطلقة، لا يعرض عليه ما يعرض على المخلوقين من جهد وعناء، فلا يعجزه شيء من مخلوقاته، كما لا يعجزه الخلق نفسه بكل ما فيه من جوانب العظمة والإبداع...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ} (38)

وقوله { وما مسنا من لغوب } أي وما أصابنا تعب وإعياء وهذا رد على اليهود في قولهم إن الله تعالى استراح يوم السبت

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ} (38)

قوله تعالى : " ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب " تقدم في " الأعراف{[14185]} " وغيرها . واللغوب التعب والإعياء ، تقول منه : لغب يلغب بالضم لغوبا ، ولغب بالكسر يلغب لغوبا لغة ضعيفة فيه . وألغبته أنا أي أنصبته . قال قتادة والكلبي : هذه الآية نزلت في يهود المدينة ، زعموا أن الله تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام ، أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة ، واستراح يوم السبت ، فجعلوه راحة ، فأكذبهم الله تعالى في ذلك .


[14185]:راجع جـ 7 ص 218.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ} (38)

ولما دل على تمام علمه وشمول قدرته بخلق الإنسان إثر ما ذكره من جميع الأكوان ، ثم بإعدامه لأصناف{[61251]} الإنسان في كل زمان ، ذكر بخلق ما أكبر منه في المقدار والإنسان بعضه على وجه آخر ، فقال عاطفاً على { ولقد خلقنا الانسان } وأكد تنبيهاً لمنكري البعث وتبكيتاً ، وافتتحه بحرف التوقع لأن من ذكر بخلق شيء توقع الإخبار{[61252]} عما هو أكبر منه : { ولقد خلقنا } أي بما لنا من العظمة التي لا يقدر قدرها{[61253]} ولا يطاق حصرها { السماوات والأرض } على ما هما عليه من الكبر وكثرة المنافع { وما بينهما } من الأمور التي لا ينتظم الأمر على قاعدة الأسباب والمسببات بدونها { في ستة أيام } الأرض في يومين ، ومنافعها في يومين ، والسماوات في يومين ، ولو شاء لكان ذلك في أقل من لمح البصر ، ولكنه سن لنا{[61254]} التأني بذلك { وما مسنا } لأجل ما لنا من العظمة { من لغوب * } أي إعياء فإنه لو كان لاقتضى ضعفاً فاقتضى فساداً ، فكان من ذلك شيء على غير ما أردناه ، فكان تصرفنا فيه غير تصرفنا في الباقي ، وأنتم تشاهدون الأمر في الكل على حد سواء من نفوذ الأمر وتمام التصرف ، من اللغب{[61255]} وهو الإعياء ، والريش اللغاب وهو الفاسد .


[61251]:من مد، وفي الأصل: لا تصاف.
[61252]:زيد من مد.
[61253]:من مد، وفي الأصل: قدرتها.
[61254]:من مد، وفي الأصل: له.
[61255]:من مد، وفي الأصل: التعب.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ} (38)

قوله : { ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب } ذكر أن هذه الآية نزلت في يهود المدينة ، إذ زعموا أن الله سبحانه خلق السموات والأرض في ستة أيام ، أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة ، واستراح يوم السبت ، فجعلوا السبت راحة . وسبحانك اللهم ، هذا كذب وافتراء . وحاشا لجلاله سبحانه أن يعيا بخلق السماوات والأرض أو يمسه بخلقهن شيء من تعب . فقد خلق الله الخلق كله وما مسه في ذلك { من لغوب } وهو الإعياء والتعب{[4323]} .


[4323]:تفسير القرطبي جـ 17 ص 23، 24 وتفسير ابن كثير جـ 4 ص 229.