السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ} (38)

وعطف على قوله تعالى : { ولقد خلقنا الإنسان } قوله تعالى : { ولقد خلقنا } أي بما لنا من العظمة التي لا يقدر قدرها ولا يطاق حصرها { السماوات والأرض } أي : على ما هما عليه من الكبر وكثرة المنافع { وما بينهما } من الأمور التي لا ينتظم الأمر على قاعدة الأسباب والمسببات بدونها { في ستة أيام } الأرض في يومين . ومنافعها في يومين والسماوات في يومين ولو شاء لكان ذلك في أقل من لمح البصر ولكنه تعالى سنّ لنا التأنّي بذلك { وما مسنا } لأجل مالنا من العظمة أدنى مس . وعمم في النفي فقال تعالى : { من لغوب } أي : إعياء فإنه لو كان لاقتضى ضعفاً فاقتضى فساداً فكان من ذلك شيء على غير ما أردناه فكأن تصرفنا فيه غير تصرفنا في الباقي وأنتم تشاهدون الأمر في الكل على حد سواء من نفوذ الأمر وتمام التصرّف .