صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ} (18)

{ وبالأسحار هم يستغفرون } جمع سحر ، وهو الجزء الأخير من الليل [ آية 17 آل عمران ص 100 ] . أي هم دائما مع هذا الاجتهاد يعدون أنفسهم مذنبين ، ويطلبون من الله المغفرة ؛ لوفور علمهم بالله ، وأنهم لا يستطيعون أن يقدروه حق قدره مهما اجتهدوا في العبادة والطاعة . وقيل معناه : يصلون بالأسحار لطلب المغفرة .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ} (18)

الأسحار : أواخر الليل .

ويستغفِرون اللهَ تعالى في وقت الأسحار

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ} (18)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وبالأسحار} يعني آخر الليل {هم يستغفرون} يعني يصلون...

تفسير الإمام مالك 179 هـ :

روى ابن وهب عن مالك في قوله تعالى: {وبالأسحار هم يستغفرون} قال: هو الرجل يمد الصلاة إلى السحر...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"وَبالأسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ "اختلف أهل التأويل في تأويله؛

فقال بعضهم: معناه: وبالأسحار يصلون...

وقال آخرون: بل عنى بذلك أنهم أخروا الاستغفار من ذنوبهم إلى السحر...

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت ابن زيد يقول: السحر: هو السدس الأخير من الليل.

جهود الإمام الغزالي في التفسير 505 هـ :

السدس الأخير من الليل هو وقت السحر، فإن الله تعالى قال: {وبالأسحار هم يستغفرون} قيل: يصلون لما فيها من الاستغفار، وهو مقارب للفجر الذي هو وقت انصراف ملائكة الليل وإقبال ملائكة النهار...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} فيه أنهم هم المستغفرون الأحقاء بالاستغفار دون المصرّين، فكأنهم المختصون به لاستدامتهم له وإطنابهم فيه...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

إشارة إلى أنهم كانوا يتهجدون ويجتهدون يريدون أن يكون عملهم أكثر من ذلك وأخلص منه ويستغفرون من التقصير وهذا سيرة الكريم يأتي بأبلغ وجوه الكرم ويستقله ويعتذر من التقصير، واللئيم يأتي بالقليل ويستكثره ويمن به. وفيه وجه آخر ألطف منه، وهو أنه تعالى لما بين أنهم يهجعون قليلا، والهجوع مقتضى الطبع، قال: {يستغفرون} أي من ذلك القدر من النوم القليل. وفيه لطيفة أخرى تنبيها في جواب سؤال، وهو أنه تعالى مدحهم بقلة الهجوع، ولم يمدحهم بكثرة السهر، وما قال: كانوا كثيرا من الليل ما يسهرون، فما الحكمة فيه، مع أن السهر هو الكلفة والاجتهاد لا الهجوع؟ نقول إشارة إلى أن نومهم عبادة، حيث مدحهم الله تعالى بكونهم هاجعين قليلا، وذلك الهجوع أورثهم الاشتغال بعبادة أخرى، وهو الاستغفار في وجوه الأسحار، ومنعهم من الإعجاب بأنفسهم والاستكبار...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{وبالأسحار}... {هم} أي دائماً بظواهرهم وبواطنهم {يستغفرون} أي يعدون مع هذا الاجتهاد أنفسهم مذنبين ويسألون غفران ذنوبهم لوفور علمهم بالله وأنهم لا يقدرون على أن يقدروه حق قدره وإن اجتهدوا لقول سيد الخلق "لا أحصي ثناء عليك " وإبراز الضمير دال على أن غيرهم لو فعل هذا ليلة لأعجب بنفسه ورأى أنه لا أحد أفضل منه، وعلى أن استغفارهم في الكثرة يقتضي أنهم يكونون بحيث يظن أنهم أحق بالتذلل من المصرين على المعاصي، فإن استغفارهم ذلك على بصيرة لأنهم نظروا ما له سبحانه في الآفاق وفي أنفسهم من الآيات والحكم البالغة التي لا تحصى فعلموا أنه أهل لأن يطاع ويخشى فاجتهدوا وتركوا الهجوع، وأجروا الدموع، ثم قابلوا ذلك بنعمه فإذا الأعمال في غاية التقصير فأقبلوا على الاستغفار عالمين بأنه لا يمكن أن يقدر حق قدره.

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ} (18)

الثالثة- قوله تعالى : " وبالأسحار هم يستغفرون " مدح ثان ، أي يستغفرون من ذنوبهم ، قاله الحسن . والسحر وقت يرجى فيه إجابة الدعاء . وقد مضى في " آل عمران{[14211]} " القول فيه . وقال ابن عمر ومجاهد : أي يصلون وقت السحر فسموا الصلاة استغفارا . وقال الحسن في قوله تعالى : " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون " مدوا الصلاة من أول الليل إلى السحر ثم استغفروا في السحر . ابن وهب : هي في الأنصار ، يعني أنهم كانوا يغدون من قباء فيصلون في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم . ابن وهب عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قالوا : كانوا ينضحون لناس من الأنصار بالدلاء على الثمار ثم يهجعون قليلا ، ثم يصلون آخر الليل . الضحاك : صلاة الفجر . قال الأحنف بن قيس : عرضت عملي على أعمال أهل الجنة فإذا قوم قد باينونا بونا بعيدا لا نبلغ أعمالهم " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون " وعرضت عملي على أعمال أهل النار فإذا قوم لا خير فيهم ، يكذبون بكتاب الله وبرسوله وبالبعث بعد الموت ، فوجدنا خيرنا منزلة قوما خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا .


[14211]:راجع جـ 4 ص 38.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ} (18)

ولما كان المحسن لا يرى نفسه إلا مقصراً ، قال دالاًّ على ذلك وعلى أن تهجدهم يتصل بآخر الليل مؤكداً بالإسناد مرتين أيضاً : { وبالأسحار } قال ابن زيد : السحر : السدس الأخير من الليل { هم } أي دائماً بظواهرهم وبواطنهم { يستغفرون * } أي يعدون مع هذا الاجتهاد أنفسهم مذنبين ويسألون غفران ذنوبهم لوفور علمهم بالله وأنهم لا يقدرون على أن يقدروه حق قدره وإن اجتهدوا لقول سيد الخلق " لا أحصي ثناء عليك " وإبراز الضمير دال على أن غيرهم لو فعل هذا ليلة لأعجب بنفسه ورأى أنه لا أحد أفضل منه ، وعلى أن استغفارهم في الكثرة يقتضي أنهم يكونون بحيث يظن أنهم أحق بالتذلل من المصرين على المعاصي ، فإن استغفارهم ذلك على بصيرة لأنهم نظروا ما له سبحانه في الآفاق وفي أنفسهم من الآيات والحكم البالغة التي لا تحصى فعلموا أنه أهل لأن يطاع ويخشى فاجتهدوا وتركوا الهجوع ، وأجروا الدموع ، ثم قابلوا ذلك بنعمه فإذا الأعمال في غاية التقصير فأقبلوا على الاستغفار عالمين بأنه لا يمكن أن يقدر حق قدره

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ} (18)

وفي أواخر الليل قبيل الفجر يستغفرون الله من ذنوبهم .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ} (18)

قوله : { وبالأسحار هم يستغفرون } والأسحار جمع سحر ، وهو بالفتح ، قبيل الصبح {[4331]} وذلك إطراء من الله لعباده المحسنين فهم يستيقظون آخر الليل من وقت السحر ليستعفروا ربهم ويصلوا خاشعين منبين ثم يجتهدون في الدعاء فإن الدعاء مع العبادة .


[4331]:مختار الصحاح ص 288.