فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ} (18)

{ وبالأسحار هم يستغفرون } أي يطلبون في أوقات السحر من الله سبحانه أن يغفر ذنوبهم ، قال الحسن : مدوا الصلاة إلى الأسحار ثم أخذوا بالأسحار الاستغفار ، وقال الكلبي ومقاتل ومجاهد : هم بالأسحار يصلون ، وذلك أن صلاتهم طلب منهم للمغفرة ، وقال الضحاك : هي صلاة الفجر ، قال ابن عمر : يستغفرون يصلون ، قال ابن زيد : السحر السدس الأخير من الليل والمعنى يعدون مع هذا الاجتهاد أنفسهم مذنبين ، ويسألون غفران ذنوبهم لوفور علمهم بالله تعالى ، وأنهم لا يقدرون على أن يقدروه حتى قدره ، وإن اجتهدوا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم : لا أحصي ثناء عليك ، وقيل : يستغفرون من تقصيرهم في العبادة ، وقيل : من ذلك القدر القليل الذي كانوا ينامونه من الليل