تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَقَالَ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ يُؤۡثَرُ} (24)

سِحر يؤثر : ينقَل ويروى .

وتعاظَمَ أن يعترفَ به { فَقَالَ إِنْ هاذآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } ينقله الرواة عن الأولين ، ونقله محمد عن غيره ممن كانَ قبلَه من السحرة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَقَالَ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ يُؤۡثَرُ} (24)

{ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ } أي : ما هذا كلام الله ، بل كلام البشر ، وليس أيضا كلام البشر الأخيار ، بل كلام الفجار منهم والأشرار ، من كل كاذب سحار .

فتبا له ، ما أبعده من الصواب ، وأحراه بالخسارة والتباب ! !

كيف يدور في الأذهان ، أو يتصوره ضمير كل إنسان ، أن يكون أعلى الكلام وأعظمه ، كلام الرب العظيم ، الماجد الكريم ، يشبه كلام المخلوقين الفقراء الناقصين ؟ !

أم كيف يتجرأ هذا الكاذب العنيد ، على وصفه كلام المبدئ المعيد{[1284]} .

فما حقه إلا العذاب الشديد والنكال ، ولهذا قال تعالى : { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ }


[1284]:- في ب: على وصفه بهذا الوصف لكلام الله تعالى.
 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَقَالَ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ يُؤۡثَرُ} (24)

" فقال إن هذا " أي ما هذا الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم " إلا سحر يؤثر " أي يأثره عن غيره . والسحر : الخديعة . وقد تقدم بيانه في سورة ( البقرة ){[15578]} . وقال قوم : السحر : إظهار الباطل في صورة الحق . والأثره : مصدر قولك : أثرت الحديث آثره إذا ذكرته عن غيرك . ومنه قيل : حديث مأثور : أي ينقله خلف عن سلف ، قال امرؤ القيس :

ولو عن نَثَا{[15579]} غيره جاءني *** وجُرحُ اللسانِ كجُرْحِ اليَدِ

لقلت من القول ما لا يَزَا *** لُ يؤثر عنِّي يَدَ المُسْنَدِ

يريد : آخر الدهر ، وقال الأعشى :

إن الذي فيه تَمَارَيْتُمَا{[15580]} *** بُيِّنَ للسامعِ والآثِرِ

ويروى : بين .


[15578]:راجع 2 ص 43.
[15579]:يقول: لو أتاني هذا النبأ عن حديث غيره لقلت قولا يشيع في الناس ويؤثر عني آخر الدهر. والنثا: ما يحدث به من خير وشر. والمسند: الدهر.
[15580]:الذي في ديوان الأعشى طبع أوربا: "تداريتما".
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَقَالَ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ يُؤۡثَرُ} (24)

{ فقال } أي عقب ما جره إليه طبعه الخبيث من إيقاع الكبر على هذا الوجه لكونه رآه نافعاً لهم في الدنيا ولم يفكر في عاقبة ذلك من جهة الله ، وأنه سبحانه لا يهدي كيد الخائنين ولا ينجح مراد الكاذبين ، ونحو هذا مما جربوه في دنياهم فكيف رقى نظره إلى أمر الآخرة ، وأكد الكلام لما يعلم من إنكار من يسمعه فقال : { إن } أي ما { هذا } أي الذي-{[69800]} أتى به محمد صلى الله عليه وسلم { إلا سحر } أي أمور تخييلية لا حقائق لها ، وهي لدقتها بحيث تخفى أسبابها .

ولما كان من المعلوم لهم{[69801]} أن محمداً صلى الله عليه وسلم ما سحر قط ولا تعلم سحراً ، فكان من ادعى ذلك علم كذبه بأدنى نظر بعد الأمر بقدر استطاعته فقال : { يؤثر * } أي من شأنه أن ينقله السامع له من غيره ، فهو لقوة سحريته وإفراطها في بابها يفرق{[69802]} بمجرد الرواية بين المرء وزوجه وبين المرء وأبيه وابنه إلى غير ذلك من العجائب التي تنشأ عنه .


[69800]:من م، وفي ظ: عقبة.
[69801]:زيد من م.سقط من م.
[69802]:من م، وفي ظ: يفرط.