اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَقَالَ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ يُؤۡثَرُ} (24)

{ إن هذا } أي : ما هذا الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم { إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } ، أي : تأثره عن غيره .

والسحر : الخديعة .

وقيل : السحر إظهار الباطل في صورة الحق .

والأثر : مصدر قولك : أثرت الحديث آثره ، إذا ذكرته عن غيرك ؛ ومنه قيل : حديث مأثور ، أي : ينقله خلف عن سلف ؛ قال الأعشى : [ السريع ]

4964 - إنَّ الَّذي فيه تَمَاريْتُمَا*** بُيِّنَ للسَّامِع والآثِرِ{[58520]}

قال ابن الخطيب{[58521]} : فيه وجهان :

الأول : أنه من قولهم : أثرت الحديث آثره ، أَثراً ، إذا حدثت به عن قوم في آثارهم ، أي : بعدما ماتوا ، هذا هو الأصل ، ثم صار بمعنى الرواية عما كان .

والثاني : يؤثر على جميع السحر ، وهذا يكون من الإيثارِ .

وقال أبو سعيد الضرير : يؤثر ، أي : يُورَثُ .


[58520]:ينظر ديوان الأعشى ص 93، واللسان (أثر)، والقرطبي 19/.50
[58521]:ينظر: الفخر الرازي 30/178.