نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَقَالَ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ يُؤۡثَرُ} (24)

{ فقال } أي عقب ما جره إليه طبعه الخبيث من إيقاع الكبر على هذا الوجه لكونه رآه نافعاً لهم في الدنيا ولم يفكر في عاقبة ذلك من جهة الله ، وأنه سبحانه لا يهدي كيد الخائنين ولا ينجح مراد الكاذبين ، ونحو هذا مما جربوه في دنياهم فكيف رقى نظره إلى أمر الآخرة ، وأكد الكلام لما يعلم من إنكار من يسمعه فقال : { إن } أي ما { هذا } أي الذي-{[69800]} أتى به محمد صلى الله عليه وسلم { إلا سحر } أي أمور تخييلية لا حقائق لها ، وهي لدقتها بحيث تخفى أسبابها .

ولما كان من المعلوم لهم{[69801]} أن محمداً صلى الله عليه وسلم ما سحر قط ولا تعلم سحراً ، فكان من ادعى ذلك علم كذبه بأدنى نظر بعد الأمر بقدر استطاعته فقال : { يؤثر * } أي من شأنه أن ينقله السامع له من غيره ، فهو لقوة سحريته وإفراطها في بابها يفرق{[69802]} بمجرد الرواية بين المرء وزوجه وبين المرء وأبيه وابنه إلى غير ذلك من العجائب التي تنشأ عنه .


[69800]:من م، وفي ظ: عقبة.
[69801]:زيد من م.سقط من م.
[69802]:من م، وفي ظ: يفرط.