قال عكرمة : جاء الوليد بن المغيرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه النبي القرآن ، فكأنه رقّ له ، فبلغ ذلك أبا جهل . فأتاه فقال : أي عمّ ، إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا . قال : لِم ؟ قال : يعطونك {[71444]} ! فإنك أتيت محمدا تتعرض لما قِبَلَه {[71445]} . قال : قد علمت قريش أني أكثرها مالا ! قال : فقل فيه قولا يعلم قومك أنك مُنْكِرٌ [ لما قال ] {[71446]} ، وأنك كاره له ، قال : فماذا أقول فيه ؟ فو الله ما منكم رجل أعلم مني بالأشعار {[71447]} ولا أعلم برجزه {[71448]} ولا يقصده {[71449]} ، ولا بأشعار الجن ، و ( الله ) {[71450]} لا يشبه الذي يقول شيئا من هذا ، والله إنّ لقوله الذي يقول لحلاوة ! وإنه ليحطم {[71451]} ما تحته ! وإنه ليعلو وما يعلى ! قال أبو جهل : والله لا يرضى قومك حتى تقول فيه . قال : فدعني حتى أفكر فيه . ( فلما فكر فيه ) {[71452]} قال {[71453]} : هذا سحر يأثره {[71454]} [ عن ] {[71455]} غيره ، فنزلت : ( ذرني ومن خلقت وحيدا ) {[71456]} .
قال ابن عباس : دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر يسأله عن القرآن ، فلما أخبره خرج على قريش فقال : يا عجبا لما يقول ابن كبشة {[71457]} ! فوالله ، ما هو بشعر ولا بسحر ولا [ بهذي ] {[71458]} من جنون ، وإنه لمن كلام الله- جل وعز- فلما سمع بذلك النفر ( من قريش ) {[71459]} [ ائتمروا ] {[71460]} بينهم ، وقالوا : والله لئن صبأ {[71461]} الوليد لتصْبُؤَنَ قريش ، فلما سمع بذلك أبو جهل بن هشام قال : أنا والله أكفيكم شأنه . فانطلق حتى دخل عليه بيته ، فقال : [ ألم تر ] {[71462]} قومك قد جمعوا لك {[71463]} الصدقة ؟ ! قال {[71464]} : ألست أكثرهم مالا وولدا ؟ ! فقال له أبو جهل : يتحدثون أنك تدخل على ابن أبي قحافة لتصيب من طعامه ! قال الوليد : [ أقد ] {[71465]} تحدثت بذلك عشيرتي ؟ ! {[71466]} فلا وأَيْمُ {[71467]} جابر بن قصي : لا أقرب أبا بكر ( ولا عمر ) {[71468]} ولا ابن أبي كبشة ، [ وما قوله إلا سحر ] {[71469]} يؤثر . فأنزل الله ( ذرني ومن خلقت وحيدا . . . ) إلى قوله ( لا تبقي و ( لا ) {[71470]} تذر ) {[71471]} .
قال قتادة : ذكر أنه قال : والله ، لقد نظرت [ فيما قال هذا الرجل ] {[71472]} ، [ فإذا ] {[71473]} هو ليس بشعر ، وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة {[71474]} ، وإنه ليعلو وما يعلى ، وما أشك أنه سحر {[71475]} . وقال الضحاك : دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام ، فقال : حتى أنظر ! ففكر {[71476]} ، ثم عبس وبسر ، ثم أدبر واستكبر ، فقال : إن هذا إلا سحر يؤثر ، فجعل الله له سقر {[71477]} . قال أبو رزين {[71478]} ( سحر ) {[71479]} ( أي ) {[71480]} : يأثره من غيره {[71481]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.