صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ} (4)

{ ولقد جاءهم من الأنباء } أي جاءهم في القرآن من أخبار الأمم المهلكة لفرط عنادها{ ما فيه مزدجر } ازدجار وانتهار لهم عما هم عليه من القبائح . وأصله مزتجر ؛ من الزجر بمعنى المنع والانتهار .

يقال : زجره وازدجره فانزجر وازدجر بمعنى ؛ فأبدلت تاء الافتعال دالا .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ} (4)

وقال تعالى -مبينا أنهم ليس لهم قصد صحيح ، ولا اتباع للهدى- : { وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ } أي : الأخبار السابقة واللاحقة والمعجزات الظاهرة { مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } أي : زاجر يزجرهم عن غيهم وضلالهم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ} (4)

قوله تعالى : { ولقد جاءهم } يعني : أهل مكة ، { من الأنباء } من أخبار الأمم المكذبة في القرآن ، { ما فيه مزدجر } متنهى ، مصدر بمعنى الازدجار ، أي : نهى وعظة ، يقال : زجرته وازدجرته إذا نهيته عن السوء ، وأصله : { مزتجر } ، قلبت التاء دالاً .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ} (4)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ولقد جاءهم من الأنباء} يعني جاء أهل مكة من حديث القرآن {ما فيه مزدجر} يعني موعظة لهم، وهو النهي عن المعاصي جاءهم...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الأنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ "يقول تعالى ذكره: ولقد جاء هؤلاء المشركين من قريش الذين كذّبوا بآيات الله، واتبعوا أهواءهم من الأخبار عن الأمم السالفة، الذين كانوا من تكذيب رسل الله على مثل الذي هم عليه، وأحلّ الله بهم من عقوباته ما قصّ في هذا القرآن ما فيه لهم مزدجر، يعني: ما يردعهم، ويزجرهم عما هم عليه مقيمون، من التكذيب بآيات الله، وهو مُفْتَعَلٌ من الزّجْر... عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: مُزْدَجَرٌ قال: مُنْتَهى.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{مّنَ الأنباء} من القرآن المودع أنباء القرون الخالية أو أنباء الآخرة، وما وصف من عذاب الكفار {مُزْدَجَرٌ} ازدجار أو موضع ازدجار. والمعنى: هو في نفسه موضع الازدجار ومظنة له...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

و {الأنباء} جمع نبأ، ويدخل في هذا جميع ما جاء به القرآن من المواعظ والقصص ومثلات الأمم الكافرة، و: {مزدجر} معناه: موضع زجر وانتهاء.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر} إشارة إلى أن كل ما هو لطف بالعباد قد وجد، فأخبرهم الرسول باقتراب الساعة، وأقام الدليل على صدقه، وإمكان قيام الساعة عقيب دعواه بانشقاق القمر الذي هو آية لأن من يكذب بها لا يصدق بشيء من الآيات فكذبوا بها واتبعوا الأباطيل الذاهبة، وذكروا الأقاويل الكاذبة فذكر لهم أنباء المهلكين بالآيتين تخويفا لهم، وهذا هو الترتيب الحكمي، ولهذا قال بعد الآيات: {حكمة بالغة} أي هذه حكمة بالغة... بالغة} أي هذه حكمة بالغة، والأنباء هي الأخبار العظام، ويدلك على صدقه أن في القرآن لم يرد النبأ والأنباء إلا لما له وقع...

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

أي من بعض الأنباء، فذكر سبحانه من ذلك ما علم أنهم يحتاجون إليه، وأن لهم فيه شفاء. وقد كان هناك أمور أكثر من ذلك، وإنما اقتص علينا ما علم أن بنا إليه حاجة وسكت عما سوى ذلك.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ} (4)

{ ولقد جاءهم } جاء أهل مكة { من الأنباء } أخبار اهلاك الأمم المكذبة { ما فيه مزدجر }

متناهى ومنتهى

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ} (4)

قوله تعالى : " ولقد جاءهم من الأنباء " أي من بعض الأنباء ، فذكر سبحانه من ذلك ما علم أنهم يحتاجون إليه ، وأن لهم فيه شفاء . وقد كان هناك أمور أكثر من ذلك ، وإنما اقتص علينا ما علم أن بنا إليه حاجة وسكت عما سوى ذلك ، وذلك قوله تعالى : " ولقد جاءهم من الأنباء " أي جاء هؤلاء الكفار من أنباء الأمم الخالية " ما فيه مزدجر " أي ما يزجرهم عن الكفر لو قبلوه . وأصله مزتجر فقلبت التاء دالا ؛ لأن التاء حرف مهموس والزاي حرف مجهور ، فأبدل من التاء دالا توافقها في المخرج وتوافق الزاي في الجهر . و " مزدجر " من الزجر وهو الانتهاء ، يقال : زجره وازدجره فانزجر وازدجر ، وزجرته أنا فانزجر أي كففته فكف ، كما قال :

فأصبح ما يطلبُ الغانيا *** ت مُزْدَجَراً عن هواه ازدجارا

وقرئ " مزجر " بقلب تاء الافتعال زايا وإدغام الزاي فيها ، حكاه الزمخشري .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ} (4)

ولما حذر وبشر قال معلماً أنه محيط العلم بأمرهم من قبل الإجابة إلى شق القمر وأنه ما شقه لطمع في إيمانهم بل للأعلام بخذلانهم مؤكداً لمن يتعلق رجاؤه بأن تواتر الآيات ربما أوجب لهم التصديق المتضمن لأن ما جاءهم ليس فيه كفاية : { ولقد جاءهم } من قبيل الانشقاق { من الأنباء } أي الأمور العظيمة المرئية ، المسموعة التي تستحق لعظمتها أن يخبر بها إخباراً عظيماً سيما ما جاء في القرآن من تفصيل أصول الدين وفروعه وأخبار الأولين والآخرين والأولى والأخرى { ما فيه } خاصة { مزدجر * } أي موضع للزجر من شأنه أن يكون لهم به انزجار عظيم عما فيه من الباطل ، ولكن لم يزدجر منهم إلا من أراد الله ، قال القشيري : لأن الله أسبل على أبصارهم سجوف الجهل فعموا عن مواضع الرشد .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ} (4)

قوله : { ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر } ما ، في موضع رفع فاعل لقوله : { جاءهم } {[4393]} ومزدجر ، من الزجر وهو المنع والنهي . يقال : زجره وازدجره فانزجر وازدجر {[4394]} والمعنى : لقد جاء هؤلاء المشركين المكذبين من أخبار الأمم السابقة عما حل بهم من أصناف العذاب والنكال { ما فيه مزدجر } أي ما يزجرهم ويخيفهم ويردعهم عما هم فيه من الشرك والضلال والعصيان .


[4393]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 403.
[4394]:مختار الصحاح ص 269.