صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ} (25)

{ لا يعذب عذابه . . . } أي لا يعذب كعذاب الله أحد ، ولا يوثق كوثاقه أحد . والضمير عائد إلى الله تعالى . وقرئ بفتح ذال " يعذب " وثاء " يوثق " ، أي لا يعذب أحد في الدنيا كعذاب الله الكافر يومئذ ، ولا يوثق كما يوثق الكافر .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ} (25)

{ فيومئذ لا يعذب عذابه أحد } لا يتولى عذاب الله تعالى يومئذ أحد والأمر يومئذ أمره ولا أمر غيره

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ} (25)

قوله تعالى : " فيومئذ لا يعذب عذابه أحد " أي لا يعذب كعذاب اللّه أحد ، ولا يوثق كوثاقه أحد . والكناية ترجع إلى اللّه تعالى . وهو قول ابن عباس والحسن . وقرأ الكسائي " لا يعذب " " ولا يوثق " بفتح الذال والثاء ، أي لا يعذب أحد في الدنيا كعذاب اللّه الكافر يومئذ ، ولا يوثق كما يوثق الكافر . والمراد إبليس ؛ لأن الدليل قام على أنه أشد الناس عذابا ، لأجل إجرامه ، فأطلق الكلام لأجل ما صحبه من التفسير . وقيل : إنه أمية بن خلف . حكاه الفراء . يعني أنه لا يعذب كعذاب هذا الكافر المعين أحد ، ولا يوثق بالسلاسل والأغلال كوثاقه أحد ؛ لتناهيه في كفره وعناده . وقيل : أي لا يعذب مكانه أحد ، فلا يؤخذ منه فداء . والعذاب بمعنى التعذيب ، والوثاق بمعنى الإيثاق . ومنه قول الشاعر :

وبعد عطائك المائةَ الرِّتَاعَا{[16062]}

وقيل : لا يعذب أحد ليس بكافر عذاب الكافر . واختار أبو عبيد وأبو حاتم فتح الذال والثاء . وتكون الهاء ضمير الكافر ؛ لأن ذلك معروف : أنه لا يعذب أحد كعذاب اللّه . وقد روى أبو قلابة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قرأ بفتح الذال والثاء . وروي أن أبا عمرو رجع إلى قراءة النبي صلى اللّه عليه وسلم . وقال أبو علي : يجوز أن يكون الضمير للكافر على قراءه الجماعة ، أي لا يعذب أحد أحدا مثل تعذيب هذا الكافر ، فتكون الهاء للكافر . والمراد ب " أحد " الملائكة الذين يتولون تعذيب أهل النار .


[16062]:هذا عجز بيت للقطامى، من قصيدة مدح بها زفر بن الحارث، وصدره: * أكفرا بعد رد الموت عني * والرتاع: الإبل الراتعة.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ} (25)

ولما كان هذا غير نافع له ، سبب عنه قوله : { فيومئذ } أي إذ وقعت هذه الأمور كلها { لا يعذب } أي يوقع { عذابه } أي عذاب الله ، أي مثل عذابه المطلق المجرد فكيف بتعذيبه . ولما اشتد التشوف إلى الفاعل ، أتى به على وجه لا أعم منه أصلاً فقال : { أحد * } .