غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ} (25)

1

من قرأ { لا يعذب } { ولا يوثق } على البناء للفاعل فمعناه على ما قال مقاتل : لا يعذب عذاب الله أي عذابه أحد من الخلق . ضعف بأن يوم القيامة لا يعذب أحد سوى الله فلا يتصور لهذا النفي فائدة . وأجيب بأن المراد لا يتولى يوم القيامة عذاب الله أحد لأن الأمر يومئذ لله وحده ، أو لا يعذب أحد في الدنيا ولا يوثق مثل عذاب الله الكافر ومثل إيثاقه إياه في الشدّة والإيلام .

وقال أبو علي الفارسي : تقديره لا يعذب أحد من الزبانية أحداً مثل عذاب هذا الإنسان وهو أمية بن خلف ،

ولا يوثق بالسلاسل والأغلال مثل وثاقه لتناهيه في كفره وفساده . ومن قرأ بناء الفعل للمفعول فيهما فظاهر .

والضمير في { عذابه } و{ وثاقه } للإنسان .

ويمكن أن يراد لا يحمل عذاب الإنسان أحد كقوله { ولا تزر وازرة وزر أخرى } [ الأنعام :164 ] قال الواحدي : وهذا أولى الأقوال .

/خ30