معاني القرآن للفراء - الفراء  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ} (25)

وقوله عز وجل : { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ } .

قرأ عاصم والأعمش وأهل المدينة : «لا يعذِّب عذابَه أَحَدٌ ، ولا يُوثِقُ » بالكسر جميعا .

وقرأ بذلك حمزة [ حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد ] قال حدثنا الفراء قال : وحدثني عبد الله بن المبارك عن خالد الحذاء عن أبي قِلابة عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ : «فَيَوْمَئِذٍ لا يُعذَّب عذابَه أَحَدٌ ، ولا يُوثَق وَثاقَه أَحَد » بالفتح . وقال [ أبو عبد الله ] محمد بن الجهم : سمعت عبد الوهاب الخفاف بهذا الإسناد مثله [ حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد ] . قال : حدثنا الفراء قال : حدثني عبد الله بن المبارك عن سليمان أبي الربيع عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قرأ : «لا يُعذِّبُ عَذَابَه أَحَدٌ ، ولا يُوثِقُ » بالكسر ، فمن كسر أراد : فيومئذ لا يعذِّب عذاب الله أحد ، ومن قال : «يعذَّب » بالفتح فهو أيضا على ذلك الوجه : لا يعذَّبُ أحدٌ في الدنيا كَعذاب الله يومئذ . وكذلك الوجه الأول ، لا ترى أَحدا يعذب في الدنيا كعذاب الله يومئذ . وقد وجّهه بعضهم على أنه رجلٌ مسمّى لا يعذَّب كعذابه أحد .