صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗا وَسَيُحۡبِطُ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (32)

{ وشاقوا الرسول } أي عادوه وخالفوه ، وهم بنو قريظة والنضير . أو قوم نافقوا بعد الإيمان . أو المطمعون يوم بدر . وأصل المشاقة : أن تصير في شق غير شق صاحبك .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗا وَسَيُحۡبِطُ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (32)

{ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله } الآية يعني المطعمين من أصحاب بدر

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗا وَسَيُحۡبِطُ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (32)

قوله تعالى : " إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله " يرجع إلى المنافقين أو إلى اليهود . وقال ابن عباس : هم المطعمون يوم بدر . نظيرها : " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله " [ الأنفال : 36 ] الآية{[13961]} . " وشاقوا الرسول " أي عادوه وخالفوه . " من بعد ما تبين لهم الهدى " أي علموا أنه نبي بالحجج والآيات . " لن يضروا الله شيئا " بكفرهم . " وسيحبط أعمالهم " أي ثواب ما عملوه .


[13961]:آية 36 سورة الأنفال.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗا وَسَيُحۡبِطُ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (32)

{ وشاقوا الرسول } أي : خالفوه وعادوه ، ونزلت الآية في المنافقين وقيل : في اليهود .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗا وَسَيُحۡبِطُ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (32)

ولما جرت{[59894]} العادة بأن الإنسان لا يعذب ولا{[59895]} يهدد إلا من ضره كما تقدم من الإخبار بنكالهم وقبيح أعمالهم مهيئاً{[59896]} للسؤال عن ذلك فاستأنف قوله مؤكداً لظنهم أنهم هم{[59897]} الغالبون لحزب الله : { إن الذين كفروا } أي غطوا من دلت عليه عقولهم من ظاهر آيات الله لا سيما بعد إرسال الرسول المؤيد بواضح المعجزات صلى الله عليه وسلم { وصدوا } أي امتنعوا ومنعوا غيرهم زيادة في كفرهم { عن سبيل الله } أي الطريق الواضح الذي نهجه الملك الأعظم .

ولما كان أكثر السياق للمساترين بكفرهم{[59898]} ، أدغم في قوله : { وشاقوا الرسول } أي الكامل في الرسلية المعروفة غاية المعرفة .

ولما كان سبحانه قد عفا عن إهمال الدليل العقلي على الوحدانية قبل الإرسال ، قال مثبتاً الجار إعلاماً بأنه لا يغفر لمضيعه بعد الإرسال ولو في أدنى وقت : { من بعد ما تبين } أي غاية التبين بالمعجز{[59899]} { لهم الهدى } {[59900]}بحيث صار ظاهراً بنفسه غير محتاج بما أظهره الرسول من الخوارق إلى مبين ، ومنه ما أخبرت به الكتب القديمة الإليهة .

ولما كان المناصب للرسول إنما ناصب من أرسله ، دل على ذلك بقوله معرياً له من الفاء دلالة على عدم التسبيب{[59901]} بمعنى أن عدم هذا الضر موجود عملوا أو لم يعملوا وجدوا أو لم يوجدوا{[59902]} { لن يضروا الله } أي ملك الملوك ، ولم يقل : الرسول { شيئاً } أي كثيراً ولا قليلاً من ضرر بما تجمعوا عليه من الكفر والصد .

ولما كان التقدير : إنما ضروا أنفسهم ناجزاً بأنهم أتعبوها مما لم {[59903]}يغن عنهم{[59904]} شيئاً . عطف عليه : { وسيحبط } أي يفسد{[59905]} فيبطل بوعد لا خلق فيه { أعمالهم * } من المحاسن لبنائها من المنافق على غير أساس ثابت ، فهو إنما يرائي بها ، ومن المجاهر على غير-{[59906]} أساس أصلاً ، فلا ينفعهم شيء منها ، ومن المكايد التي يريدون بها توهين الإسلام ونجعل تدميرهم بها في تدبيرهم وإن تناهوا في إحكامها ، فلا تثمر لهم إلا عكس مرادهم سواء{[59907]} .


[59894]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: جرى.
[59895]:سقط من م ومد.
[59896]:من م ومدن وفي الأصل و ظ: مهشا.
[59897]:سقط من م ومد.
[59898]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: في كفرهم.
[59899]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بالعجز.
[59900]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59901]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: التسبب.
[59902]:من م ومدن وفي الأصل و ظ: لم يجدوا.
[59903]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: تعرفهم.
[59904]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: تعرفهم.
[59905]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: يحبط.
[59906]:زيد من ظ و م ومد.
[59907]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: وسوى.