{ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله } المراد بهؤلاء المنافقون ، وقيل : أهل الكتاب ، وقيل : هم المطمعون يوم بدر من المشركين ، وقيل : نزلت في قريظة والنضير ، ومعنى صدهم منعهم للناس عن الإسلام ، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم { وشاقوا الرسول } أي عادوه وخالفوه { من بعد ما تبين لهم الهدى } أي علموا أنه صلى الله عليه وسلم نبي من عند الله سبحانه وتعالى ، بما شاهدوا من المعجزات الواضحة ، والحجج القاطعة { لن يضروا الله } ورسوله { شيئا } بتركهم الإيمان ، وإصرارهم على الكفر ، وما ضروا إلا أنفسهم .
{ وسيحبط أعمالهم } أي يبطلها ، والمراد بهذه الأعمال ما صورته صورة أعمال الخير ، كإطعام الطعام ، وصلة الأرحام ، وسائر ما كانوا يفعلونه من الخير ، وإن كانت باطلة من الأصل ، لأن الكفر مانع ، وقيل : المراد بالأعمال المكايد التي نصبوها لإبطال دين الله والغوائل التي كانوا يبغونها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم أمر سبحانه عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول } فيما أمرتم به من الشرائع المذكورة في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم نهاهم عن أن يبطلوا أعمالهم كما أبطلت الكفار أعمالهم بالإصرار على الكفر ، فقال :
{ ولا تبطلوا أعمالكم } قال الحسن : أي لا تبطلوا حسناتكم بالمعاصي ، وقال الزهري : بالكبائر وهو الأولى ، وقال الكلبي وابن جريج : بالرياء والسمعة ، وقال مقاتل : بالمن ، وقال عطاء : بالنفاق والشرك ، قلت : والظاهر النهي عن كل سبب من الأسباب التي توصل إلى بطلان الأعمال ، كائنا ما كان ، من غير تخصيص بنوع معين ، عن أبي العالية قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع لا إله إلا الله ذنب ، كما لا ينفع مع الشرك عمل ، حتى نزلت هذه الآية ، فخافوا أن يبطل الذنب العمل ، وفي لفظ فخافوا الكبائر أن تحبط أعمالهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.