السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗا وَسَيُحۡبِطُ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (32)

{ إنّ الذين كفروا } أي : غطوا ما دلتهم عليه عقولهم من ظاهر آيات الله لاسيما بعد إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم المؤيد بواضح المعجزات { وصدّوا } أي امتنعوا ومنعوا غيرهم زيادة في كفرهم { عن سبيل الله } أي الطريق الواضح الذي نهجه الملك الأعظم { وشاقوا الرسول } أي : الكامل في الرسالة المعروف غاية المعرفة . { من بعد ما تبين } أي : غاية البيان بالمعجز { لهم الهدى } بحيث صار ظاهراً بنفسه غير محتاج ما أظهره الرسول من الآيات الظاهرة وهم قريظة والنضير والمطعمون يوم بدر { لن يضروا الله } أي ملك الملوك { شيئاً } بما هم عليه من الكفر والصدّ أو لن يضرّوا رسوله صلى الله عليه وسلم بمشاقته وحذف المضاف لتعظيمه وتفظيع مشاقته { وسيحبط } أي : يفسد فيبطل بوعد لا خلف فيه { أعمالهم } من المحاسن لبنائها على غير أساس .