النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ وَٱسۡمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنفِقُواْ خَيۡرٗا لِّأَنفُسِكُمۡۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (16)

/خ15

ويحتمل إن لم يثبت هذا النقل أن المكْرَه على المعصية غير مؤاخذ بها لأنه لا يستطيع اتقاءها{[2998]} .

{ واسْمَعوا } قال مقاتل : كتاب الله إذا نزل عليكم .

{ وأطيعوا } الرسول فيما أمركم أو نهاكم ، قال قتادة : عليها بويع النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة .

{ وأنفِقوا خيْراً لأنفُسِكم } فيه ثلاثة أوجه :

أحدهما : هي نفقة المؤمن لنفسه ، قاله الحسن .

الثاني : في الجهاد ، قاله الضحاك .

الثالث : الصدقة ، قاله ابن عباس .

{ ومَن يُوقَ شُحَّ نفسِهِ فأولئك هم المفلِحونَ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : هوى نفسه ، قاله ابن أبي طلحة .

الثاني : الظلم ، قاله ابن عيينة .

الثالث : هو منع الزكاة ، قال ابن عباس : من أعطى زكاة ماله فقد وقاه الله شح نفسه .


[2998]:حتى مع ثبوت هذا النقل فإن الإكراه ينفي المؤاخذة لكن يمكن أخذه من غير هذه الآية كقوله تعالى: إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان.