الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّهُمۡ لَصَالُواْ ٱلۡجَحِيمِ} (16)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

ثم إنهم لوارِدُو الجحيم، فمشويّون فيها." ثم يُقَالُ هَذَا الّذِي كُنْتُمْ بهِ تُكَذّبُونَ "يقول جلّ ثناؤه: ثم يقال لهؤلاء المكذّبين بيوم الدين: هذا العذاب الذي أنتم فيه اليوم، هو العذاب الذي كنتم في الدنيا تخبرون أنكم ذائقوه، فتكذّبون به، وتنكرونه، فذوقوه الآن، فقد صَلَيتم به...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

فمن صرف الحجب إلى الدنيا فهو يقول: ثم إنهم يصلون الجحيم بعد ما عبدوا غير الله تعالى، وانحجبوا عن عبادته. ومن صرف التأويل إلى أمر الآخرة فهو يقول: إنهم يصلون الجحيم بعد ما ظهر فيهم من أثر الحجاب من سواد الوجوه وإعطاء الكتاب بشمالهم ومن وراء ظهورهم...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

(ثم إنهم لصالوا الجحيم) ومعناه لازمو الجحيم بكونهم فيها لا يغيبون عنها... والمصطلي: الملازم للنار للتدفي بها...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

وصلي الجحيم مباشرة حر النار دون حائل...

البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 745 هـ :

ثم هم مع الحجاب عن الله هم صالو النار، وهذه ثمرة الحجاب...

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

أي: ثم هم مع هذا الحرمان عن رؤية الرحمن من أهل النيران،...

محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :

قال ابن القيم في (بدائع الفوائد) في هذه الآية ما مثاله: جمع لهم سبحانه بين العذابين عذاب الحجاب وعذاب النار. فألم الحجاب يفعل في قلوبهم وأرواحهم نظير ما تفعله النار في أجسامهم كحال من حيل بينه وبين أحب الأشياء إليه في الدنيا وأخذ بأشد العذاب فإن أخص عذاب الروح أن تتعلق بمحبوب لا غنى لها عنه وهي ممنوعة من الوصول إليه فكيف إن حصل لها مع تواري المحبوب عنها وطول احتجابه بغضه لها ومقته وطرده وغضبه الشديد عليها؟ فأي نسبة لألم البدن إلى هذا الألم الذي لا يتصوره إلا من بلي به أو بشيء منه؟ فلو توهمت النفوس ما في احتجاب الله سبحانه عنها يوم لقائه من الألم والحسرة لما تعرضت لأسباب ذلك الاحتجاب...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والمعنى: أنهم سيصلون عذاب جهنم. وأما التقريع مع التأييس من التخفيف فهو مضمون جملة: {ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون} فعطف الجملة بحرف {ثم} اقتضى تراخي مضمون الجملة على مضمون التي قبلها، أي بُعد درجته في الغرض المسوق له الكلام. واقتضى اسم الإِشارة أنهم صاروا إلى العذاب، والإِخبار عن العذاب بأنه الذي كانوا به يكذبون يفيد أنه العذاب الذي تكرر وعيدهم به وهم يكذّبونه، وذلك هو الخلود وهو درجة أشد في الوعيد، وبذلك كان مضمون الجملة أرقى رتبة في الغرض من مضمون الجملة المعطوفة هي عليها...

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّهُمۡ لَصَالُواْ ٱلۡجَحِيمِ} (16)

" ثم إنهم لصالوا الجحيم " أي ملازموها ، ومحترقون فيها غير خارجين منها ، " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها " [ النساء : 56 ] و " كلما خبت زدناهم سعيرا " [ الإسراء : 97 ] . ويقال : الجحيم الباب الرابع من النار .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّهُمۡ لَصَالُواْ ٱلۡجَحِيمِ} (16)

ولما بين ما-{[72216]} لهم من العذاب بالحجاب الذي هو عذاب القلب الذي لا عذاب أشد منه ، لأنه يتفرع عنه{[72217]} جميع العذاب{[72218]} ، شرع يبين بعض ما تفرع عنه من عذاب القالب مؤكداً لأجل إنكارهم معبراً بأداة التراخي إعلاماً بعلو رتبته في أنواع العذاب فقال : { ثم إنهم } أي بعد ما شاء{[72219]} الله من إمهالهم { لصالوا الجحيم * } أي لداخلو النار العظمى ويقيمون فيها مقاسون لحرها ويغمسون فيها كما تغمس الشاة المصلية أي المشوية-{[72220]} .


[72216]:زيد من ظ و م.
[72217]:زيد من ظ و م.
[72218]:زيد في الأصل: منه، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72219]:من ظ و م، وفي الأصل: يشاء.
[72220]:زيد من ظ و م.