الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{كِتَٰبٞ مَّرۡقُومٞ} (9)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"وَما أدْرَاكَ ما سِجّينٌ "يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وأيّ شيء أدراك يا محمد، أيّ شيء ذلك الكتاب ثم بين ذلك تعالى ذكره، فقال: هُوَ "كِتابٌ مَرْقُومٌ"، وعنى بالمرقوم: المكتوب.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي الكتاب الذي في السجين مرقوم. والمرقوم: قالوا: مكتوب ومثبت، والرقم هو الإعلام يقال، رقم الثوب إذا علمه. فجائز أن يكون علمه، هو أن يختم، فيكون فيه إخبار أنه لا يزاد على قدر ما عمل، ولا ينقص منه...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

(كتاب مرقوم) فالرقم: طبع الخط بما فيه علامة لأمر...

رقمت الثوب بعلامة لئلا يختلط، والمعنى إن هذا الكتاب الذي هو في السجن كتاب قد كتب فيه جميع أفعاله من المعاصي والكفر...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

وفسر سجيناً بكتاب مرقوم؛ فكأنه قيل: إن كتابهم في كتاب مرقوم. فما معناه: قلت {سِجِّينٍ} كتاب جامع هو ديوان الشر: دوّن الله فيه أعمال الشياطين وأعمال الكفرة والفسقة من الجن والإنس، وهو كتاب مرقوم مسطور بين الكتابة. أو معلم يعلم من رآه أنه لا خير فيه، فالمعنى أن ما كتب من أعمال الفجار مثبت في ذلك الديوان...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{كتاب مرقوم} خبر عن ضمير محذوف يعود إلى {كتاب الفجار} والتقدير هو أي كتاب الفجار كتاب مرقوم، وهذا من حذف المسند إليه الذي اتُّبع في حذفه استعمالُ العرب إذا تحدثوا عن شيء ثم أرادوا الإخبار عنه بخبر جديد. والمرقوم: المكتوب كتابةً بينة تشبه الرقم في الثوب المنسوج. وهذا الوصف يفيد تأكيد ما يفيده لفظ {كتاب} سواء كان اللفظ حقيقة أو مجازاً.

الشعراوي – 1419هـ:

وكلمة: {مرقومٌ} يفسرها العلماء بقولهم: الرقم وسيلة من وسائل التوثيق، وهذا دليل على أنه لا يضيع أبداً، هذا معنى، وهناك معنى آخر، وهو مرقوم: هذا كتاب الفجار.. وكأنه كتاب فيه من سمت البشاعة ما يوحي لمن يراه بأنه كتاب فجار، وهذا معنى ثانٍ، والمعنى الثالث هو أن: {مرقومٌ} أي: مخطوط، ومعنى الخط هنا: أنه لا يتخطى شيئاً مما كتب فيه، ولا يتصور أحد أنه يزاد فيه أو ينقص.

إذن فهو كتاب موثق أتم التوثيق، والذي كتبه هم الذين قال عنهم من قبل: {وإنّ عليكم لحافظين (10) كراماً كاتبين (11) يعلمون ما تفعلون (12)} [الانفطار] وكلمة: {سجّين (8)} [المطففين]. مأخوذة من السجن، وهو الحبس، فكأن الكتاب موضوع أيضاً في سجين مبالغة في السجن، فيكون معنى ذلك أنه كتاب محافظ عليه؛ لأنه مرقوم، ومعلّم بعلامة، بحيث أنك عندما تراه تقول: هذا كتاب الفجار.. لأن له بشاعة وشدة، فينفر منه الناس، ومختوم بختم بحيث لا يمكن لأحد أن يفتح، أو أن يغير فيه شيئاً.

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{كِتَٰبٞ مَّرۡقُومٞ} (9)

ثم فسره فقال : " كتاب مرقوم " أي مكتوب كالرقم في الثوب ، لا ينسى ولا يمحى . وقال قتادة : مرقوم أي مكتوب ، رقم لهم بشر ، لا يزاد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد . وقال الضحاك : مرقوم : مختوم ، بلغة حمير . وأصل الرقم : الكتابة . قال :

سأرقُمُ في الماء القَرَاحِ{[15850]} إليكم *** على بعدِكم إن كان للماءِ رَاقِمُ

وليس في قوله : " وما أدراك ما سجين " ما يدل على أن لفظ سجين ليس عربيا ، كما لا يدل في قوله : " القارعة ما القارعة . وما أدراك ما القارعة " [ القارعة : 1 ] بل هو تعظيم لأمر سجين ، وقد مضى في مقدمة الكتاب - والحمد لله - أنه ليس في القرآن غير عربي .


[15850]:القراح بوزن سحاب: الماء الذي لا ثقل فيه.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{كِتَٰبٞ مَّرۡقُومٞ} (9)

ولما أتم ما{[72179]} أراد من وصفه ، أعرض عن بيانه إشارة إلى أنه من العظمة بحيث {[72180]}أنه يكل عنه{[72181]} الوصف ، واستأنف أمر الكتاب المسجون فيه فقال محذراً منه مهولاً لأمره : { كتاب } أي عظيم لحفظه النقير والقطمير { مرقوم * } أي مسطور بين الكتابة كما تبين الرقمة البيضاء في جلد الثور الأسود ، ويعلم كل من رآه أنه غاية في الشر ، وهو كالرقم في الثوب والنقش في الحجر لا يبلى ولا يمحى .


[72179]:من ظ و م، وفي الأصل: لما.
[72180]:من ظ و م، وفي الأصل: إن بكل أن عليه.
[72181]:من ظ و م، وفي الأصل: إن بكل أن عليه.