تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
يعني فعظم، ولا تعظمن كفار مكة في نفسك.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره: وربك يا محمد فعظم بعبادته، والرغبة إليه في حاجاتك دون غيره من الآلهة والأنداد.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أي عظم، وتعظيمه أن يجيبه إلى ما دعاه إليه، ويطيعه في ما أمره، وأن يتحمل ما ألزمه عمله. فذلك تعظيمه، لا أن يقول بلسانه: يا عظيم فقط.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
أحكام القرآن لابن العربي 543 هـ :
المسألة الْأُولَى: التَّكْبِيرُ هُوَ التَّعْظِيمُ حَسْبَمَا بَيَّنَّاهُ فِي كِتَابِ الْأَمَدِ الْأَقْصَى، وَمَعْنَاهُ ذِكْرُ اللَّهِ بِأَعْظَم صِفَاتِهِ بِالْقَلْبِ، وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ بِاللِّسَانِ، بِأَقْصَى غَايَاتِ الْمَدْحِ وَالْبَيَانِ، وَالْخُضُوعُ لَهُ بِغَايَةِ الْعِبَادَةِ كَالسُّجُودِ لَهُ ذِلَّةً وَخُضُوعًا.
المسألة الثَّانِيَةُ: هَذَا الْقَوْلُ وَإِنْ كَانَ يَقْتَضِي بِعُمُومِهِ تَكْبِيرَ الصَّلَاةِ، فَإِنَّهُ مُرَادٌ بِهِ التَّكْبِيرُ وَالتَّقْدِيسُ، وَالتَّنْزِيهِ بِخَلْعِ الْأَنْدَادِ وَالْأَصْنَامِ دُونَهُ، وَلَا تَتَّخِذْ وَلِيًّا غَيْرَهُ، وَلَا تَعْبُدْ وَلَا تَرَى لِغَيْرِهِ فِعْلًا إلَّا لَهُ، وَلَا نِعْمَةً إلَّا مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ صَلَاة عِنْدَ نُزُولِهَا، وَإِنَّمَا كَانَ ابْتِدَاء التَّوْحِيدِ.
...لما أمره بالإنذار، فكأن سائلا سأل وقال: بماذا ينذر؟ فقال: أن يكبر ربه عن الشركاء والأضداد والأنداد ومشابهة الممكنات والمحدثات، ونظير قوله في سورة النحل: {أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون} وهذا تنبيه على أن الدعوة إلى معرفة الله ومعرفة تنزيهه مقدمة على سائر أنواع الدعوات.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما كان الإنذار يتضمن مواجهة الناس بما يكرهون، وذلك عظيم على الإنسان، وكان المفتر عن اتباع الداعي أحد أمرين: تركه مما يؤمر به، وطلبه عليه الأجر، كما أن الموجب لاتباعه عمله بما دعا إليه، وبعده عن أخذ الأجر عليه، أمره بتعظيم من أرسله سبحانه فإنه إذا عظم حق تعظيمه صغر كل شيء دونه، فهان عليه الدعاء وكان له معيناً على القبول فقال: {وربك} أي المربي لك خاصة {فكبر} أي وقم فتسبب عن قيامك بغاية الجد والاجتهاد أن تصفه وحده بالكبرياء قولاً واعتقاداً على كل حال، وذلك تنزيهه عن الشرك أول كل شيء، وكذا عن كل ما لا يليق به من وصل وفصل، ومن سؤال غيره، والاشتغال بسواه.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
ثم يوجه الله رسوله في خاصة نفسه بعد إذ كلفه نذارة غيره: يوجهه إلى تكبير ربه: (وربك فكبر).. ربك وحده.. فهو وحده الكبير، الذي يستحق التكبير. وهو توجيه يقرر جانبا من التصور الإيماني لمعنى الألوهية، ومعنى التوحيد. إن كل أحد، وكل شيء، وكل قيمة، وكل حقيقة.. صغير.. والله وحده هو الكبير.. وتتوارى الأجرام والأحجام، والقوى والقيم، والأحداث والأحوال، والمعاني والأشكال؛ وتنمحي في ظلال الجلال والكمال، لله الواحد الكبير المتعال. وهو توجيه للرسول [صلى الله عليه وسلم] ليواجه نذارة البشرية، ومتاعبها وأهوالها وأثقالها، بهذا التصور، وبهذا الشعور، فيستصغر كل كيد، وكل قوة، وكل عقبة، وهو يستشعر أن ربه الذي دعاه ليقوم بهذه النذارة، هو الكبير.. ومشاق الدعوة وأهوالها في حاجة دائمة إلى استحضار هذا التصور وهذا الشعور.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
وأحسب أن في ذكر التكبير إيماء إلى شرع الصلاة التي أولها التكبير وخاصة اقترانه بقوله: {وثيابك فطهر} [المدثر: 4] فإنه إيماء إلى شرع الطهارة، فلعل ذلك إعداد لشرع الصلاة. ووقع في رواية معمر عن الزهري عند مسلم أن قال: وذلك قبل أن تفرض الصلاة. فالظاهر أن الله فرض عليه الصلاة عقب هذه السورة وهي غير الصلوات الخمس فقد ثبت أنه صلى في المسجد الحرام.
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
{وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} في إيحاءٍ قويّ بأن الله هو الأكبر، ليتصاغر كل أولئك الذين جعلهم الناس في موقع الآلهة على مستوى العقيدة أو العبادة، ليشعروا بأنهم في الموقع الصغير جداً، أمام الله الأكبر الذي هو أكبر من أن يوصف، لأن الخلق لا يستطيعون بلوغ كنه صفاته أو كنه ذاته، كما أنه أكبر من أن يشبّه به أحدٌ من خلقه، أو يبلغ مواقع عظمته...
وهذا ما يريد الله أن يوحي به إلى الرسول في صفته الحركية كداعية، وإلى كل داعية من بعده، بأن يطلق كلمة التكبير في وجدانه وفي لسانه، ليؤكد عمق التوحيد في موقفه من خلال التطلّع إلى الله الأكبر الذي لا يدانيه شيءٌ، وليستوحي منها القوّة الروحية التي تستمد معناها من مضمون المعنى الذي تتحرك فيه الكلمة، فإذا كان الداعية متحركاً من خلال الأكبر فما قيمة كل الأصاغر الذين يعارضونه أو يحاربونه، وإذا كان الله هو الأكبر، فما قيمة كل الذين يؤكدون مواقعهم في موقع الألوهية أمامه، الأمر الذي يمنح الداعية قوّةً وامتداداً في طريق الدعوة إلى الله، فلا يسقط أمام الضغوط، ولا يتراجع أمام التحديات.
الرابعة- " وربك فكبر " أي سيدك ومالكك ومصلح أمرك فعظم ، وصفه بأنه أكبر من أن يكون له صاحبة أو ولد . وفي حديث أنهم قالوا : بم تفتتح الصلاة ؟ فنزلت : " وربك فكبر " أي وصفه بأنه أكبر . قال ابن العربي : وهذا القول وإن كان يقتضي بعمومه تكبير الصلاة ، فإنه مراد به التكبير{[15544]} والتقديس والتنزيه ، لخلع الأنداد والأصنام دونه ، ولا تتخذ وليا غيره ، ولا تعبد سواه ، ولا ترى لغيره فعلا إلا له ، ولا نعمة إلا منه . وقد روي أن أبا سفيان قال يوم أحد : اعل هبل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( قولوا الله أعلى وأجل ) وقد صار هذا اللفظ بعرف الشرع في تكبير العبادات كلها أذانا وصلاة وذكرا بقوله : " الله أكبر " وحمل عليه لفظ النبي صلى الله عليه وسلم الوارد على الإطلاق في موارد ، منها قوله : ( تحريمها التكبير ، وتحليلها التسليم ) والشرع يقتضي بعرفه ما يقتضي بعمومه ، ومن موارده أوقات الإهلال بالذبائح لله تخليصا له من الشرك ، وإعلانا{[15545]} باسمه في النسك ، وإفرادا لما شرع منه لأمره بالسفك . قلت : قد تقدم في أول سورة " البقرة " {[15546]} أن هذا اللفظ " الله أكبر " هو المتعبد به في الصلاة ، المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم . وفي التفسير : أنه لما نزل قوله تعالى : " وربك فكبر " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ( الله أكبر )فكبرت خديجة ، وعلمت أنه الوحي من الله تعالى ، ذكره القشيري .
الخامسة- الفاء في قوله تعالى : " وربك فكبر " دخلت على معنى جواب الجزاء كما دخلت في ( فأنذر ) أي قم فأنذر وقم فكبر ربك ، قاله الزجاج . وقال ابن جني : هو كقولك زيدا فاضرب ، أي زيدا اضرب ، فالفاء زائدة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.