الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (102)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{فمن ثقلت موازينه} بالعمل الصالح، يعني: المؤمنين {فأولئك هم المفلحون} يعني: الفائزين.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره:"فَمَنْ ثَقُلَتُ مَوَازِينُهُ": موازين حسناته، وخفت موازين سيئاته. "فأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ "يعني الخالدون في جنات النعيم.

جهود الإمام الغزالي في التفسير 505 هـ :

- ووجهها أن الله يحدث في صحائف الأعمال وزنا بحسب درجات الأعمال عند الله تعالى، فتصير مقادير أعمال العباد معلومة للعباد حتى يظهر لهم العدل في العقاب أو الفضل في العفو وتضعيف الثواب.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

و «ثقل الموازين» هو الحسنات، والثقل والخفة إنما يتعلق بأجرام يخترع الله فيها ذلك وهي فيما روي براءات. جمع «الموازين» من حيث الموزون جمع وهي الأعمال... ومعنى الوزن إقامة الحجة على الناس بالمحسوس على عادتهم وعرفهم.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

فتسبب عن ذلك أنه لا نصرة إلا بالأعمال التي رحم الله بالتيسير لها ثم رحم بقبولها، فلذلك قال: {فمن ثقلت موازينه} أي بالأعمال المقبولة، ولعل الجمع لأن لكل عمل ميزاناً يعرف أنه لا يصلح له غيره، وذلك أدل على القدرة {فأولئك} أي خاصة، ولعله جمع للبشارة بكثرة الناجي بعد أن أفرد الدلالة على كثرة الأعمال أو على عموم الوزن لكل فرد {هم المفلحون} لأنهم المؤمنون الموصوفون.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

ذكر من {ثقلت موازينه} في هذه الآية إدماج للتنويه بالمؤمنين وتهديد المشركين لأن المشركين لا يجدون في موازين الأعمال الصالحة شيئاً، قال تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً} [الفرقان: 23].

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

وقد صور الله الأعمال بأنها كالمحسوسات توزن فإن كانت جيدة يقبلها الله تعالى فإنها تكون في الميزان وتنخفض كفتها لثقلها، وإن ذلك تصوير للأعمال الراجحة المقبولة التي كانت مع الحق، ونفعت الناس، وكانت صالحة، وهذا تأويل حسن للميزان، بأنه تصوير دقيق للعدالة الربانية التي لا تبخس الناس أشياءهم، ولا تنقص الناس أعمالهم... أولئك بسبب هذه الأعمال، والإشارة إليهم موصوفين بعلمهم هم المفلحون أي الفائزون بالجنة ونعيمها، ورضوان الله تعالى، وهو أكبر... أي هم الفائزون وحدهم، ولو كانوا في الدنيا ضعفاء، وأرقاء ومساكين، وغيرهم عتاة مستكبرون.