الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{وَإِنَّكُمۡ لَتَمُرُّونَ عَلَيۡهِم مُّصۡبِحِينَ} (137)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وإنكم} يا أهل مكة.

{لتمرون عليهم مصبحين} على القرى نهارا وليلا وغدوة وعشية، إذا انطلقتم إلى الشام إلى التجارة.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره لمشركي قريش: وإنكم لتمرّون على قوم لوط الذين دمّرناهم عند إصباحكم نهارا وبالليل... عن قتادة "وَإنّكُمْ لَتَمُرّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ "قالوا: نعم والله صباحا ومساء يطؤونها وطْئا، مَن أخَذَ من المدينة إلى الشام، أخذ على سدوم قرية قوم لوط...

وقوله: "أفَلا تَعْقِلُونَ" يقول: أفليس لكم عقول تتدبرون بها وتتفكّرون، فتعلمون أن من سلك من عباد الله في الكفر به، وتكذيب رسله، مسلك هؤلاء الذين وصف صفتهم من قوم لوط، نازل بهم من عقوبة الله، مثل الذي نزل بهم على كفرهم بالله، وتكذيب رسوله، فيزجركم ذلك عما أنتم عليه من الشرك بالله، وتكذيب محمد عليه الصلاة والسلام.

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

{وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ} على آثارهم ومنازلهم.

{مُّصْبِحِينَ}: وقت الصباح.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

توبيخ من الله للكفار الذين عاصروا النبي (صلى الله عليه وآله) وتعنيف لهم على ترك اعتبارهم وإيقاظهم بمواضع هؤلاء الذين أهلكهم الله ودمر عليهم مع كثرة مرورهم عليها صباحا ومساء وليلا ونهارا وفي كل وقت. ومن كثر مرورهم بمواضع العبرة فلم يعتبر كان ألوم ممن قل ذلك منه.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

خاطب تعالى قريشاً، أو هو على معنى قل لهم يا محمد {وإنكم لتمرون عليهم}.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

ذلك لأن القوم كانوا يسافرون إلى الشام والمسافر في أكثر الأمر إنما يمشي في الليل وفي أول النهار، فلهذا السبب عين تعالى هذين الوقتين.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان المقصود من مثل هذا تحذير المخالفين، وكان تجار قريش يرون البقعة التي كانت فيها أماكن قوم لوط، وهي البحيرة المعروفة، ولا يعتبرون بهم، عدّوا منكرين للمرور عليهم فأبرز لهم الكلام في سياق التأكيد فقيل: {وإنكم} أي فعلنا بهم هذا والحال أنكم يا معشر قريش.

{مصبحين} أي داخلين في الصباح الوقت الذي قلبنا مدائنهم عليهم فيه، ونص عليه للتذكير بحالهم فيه.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

المرور: مجاوزة السائر بسيره شيئاً يتركه، والمراد هنا: مرورهم في السفر، وكان أهل مكة إذا سافروا في تجارتهم إلى الشام يمرّون ببلاد فلسطين فيمرون بأرض لوط على شاطئ البحر الميّت المسمّى بُحيرة لوط.

الخبر الذي في قوله: {وإنكم لتمُرُّون عليهم} مستعمل في الإِيقاظ والاعتبار لا في حقيقة الإِخبار، وتأكيدُه بحرف التوكيد وباللام تأكيد للمعنى الذي استعمل فيه.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

ثم يُذكّرنا الحق سبحانه بأن القصة في القرآن لا تُسَاق للتسلية، إنما تُساق للعبرة والعظة، فيقول: {وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ} أي: على آثارهم في سدوم {مُّصْبِحِينَ} في الصباح.