الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ} (154)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ما لكم كيف تحكمون}: كيف تقضون الجور حين يزعمون أن لله عز وجل البنات ولكم البنون.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله: {مالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}: يقول: بئس الحكمُ تحكمون أيها القوم أن يكون لله البنات ولكم البنون، وأنتم لا ترضون البنات لأنفسكم، فتجعلون له ما لا ترضونه لأنفسكم؟...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

مالكم تحكمون بلا حجة ولا علم؟...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

تهجين لهم بوضعهم الشيء في غير موضعه لأنهم وضعوه موضع الحكمة، وليس الأمر كذلك؛ إذ أنتم على فاحش الخطأ الذي يدعو إليه الجهل...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ما} أي يا معاشر العرب المدعين لصحة العقول وسداد الأنظار والفهوم! أيّ شيء {لكم} من الخير في هذا المقال؟ ثم زاد في التقريع عليه بقوله معجباً منهم: {كيف تحكمون} أي في كل ما سألناكم عنه بمثل هذه الأحكام التي لا تصدر عمن له أدنى مسكة من عقله، وعبر بالحكم لاشتهاره فيما يبت فيأبى النقص، فكان التعبير به أعظم في تقريعهم حيث أطلقوه على ما لا أوهى منه.

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

الالتفات لزيادة التوبيخ.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

حصل استفهامان: أحدهما عن الشيء الذي حصل لهم فحكموا هذا الحكم. وثانيهما عن الحالة التي اتصفوا بها لما حكي هذا الحكم الباطل، وهذا إيجاز حذف إذ التقدير: ما لكم تحكمون هذا الحكم، كيف تحكمونه.

وحذف متعلق {تحكمون} لما دل عليه الاستفهامان من كون ما حكموا به مُنكراً يحق العَجَب منه فكلا الاستفهامين إنكار وتعجيب، وفرّع عليه الاستفهام الإِنكاري عن عدم تذكرهم، أي استعمال ذُكرهم بضم الذال وهو العقل أي فمنكر عدم تفهمكم فيما يصدر من حكمكم.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

وهذا الاستفهام للتعجُّب والإنكار؛ لأن الحق سبحانه هو خالق البنين والبنات، فكيف يصطفي لنفسه سبحانه الجنسَ الأدنى، وهو خالق الجنسين؟

إذن: هذا كلام لا يُقبل حتى في ميزان العقل فالمسألة واضحة؛ لذلك يأتي بهذين الاستفهامين للتعجُّب من قولهم، فيقول: {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} يعني بعقولكم فالأمر واضح، وسبق أنْ أوضحنا أن الحق سبحانه يستفهم منهم، حتى يأتي الحكم منهم هم على سبيل الإقرار ولا يكون إخباراً، والإقرار سيد الأدلة، أما الخبر فيحتمل الصدق ويحتمل الكذب، في العقل.

هذا دليل عقلي يبطل هذا الادعاء، إلا أن الدليل العقلي قد تختلف فيه العقول، لذلك ينقلنا الحق سبحانه إلى الدليل النقلي، فلعلَّ عندهم كتاباً يدرسون في هذه المسألة:

{أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ...}.