الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ إِنِّي لَكُمۡ نَذِيرٞ مُّبِينٌ} (2)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ف {قال يا قوم إني لكم نذير} من العذاب {مبين} يعني بيّن...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: قال نوح لقومه: يا قوم إني لكم نذير مبين، أنذركم عذاب الله فاحذروه أن ينزل بكم على كفركم به" مبين "يقول: قد أبنت لكم إنذاري إياكم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي مبين لما يقع به الإنذار والتخويف، فتكون الإبانة منصرفة إلى النذارة. ويحتمل أن يكون هذا الوصف راجعا على نفسه خاصة، كأنه قال: إني نذير لكم مبين أي إني لم أقم في دعائي إياكم إلى عبادة الله تعالى وإنذاركم من عند نفسي، ولكن بما اختصني الله تعالى وولاني ذلك.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ثم حكى أن نوحا عليه السلام امتثل ما أمره الله به و قال لقومه (يا قوم إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوه) أي مخوفكم عبادة غير الله وأحذركم معصية الله مظهر ذلك لكم.

مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي 710 هـ :

{قَالَ يا قوم} أضافهم إلى نفسه إظهاراً للشفقة.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما أخبر عن رسالته ومضمونها بما أعلم من أن الفساد كان غالباً عليهم، استأنف قوله بياناً لامتثاله: {قال} أي نوح عليه السلام: {يا قوم} فاستعطفهم بتذكيرهم أنه أحدهم يهمه ما يهمهم. ولما كان من طبع البشر إنكار ما لم يعلم إلا من عصم الله فجعله منقاداً للإيمان بالغيب، أكد قوله: {إني لكم نذير} أي مبالغ في النذارة {مبين} أي أمري بين في نفسه بحيث أنه صار من شدة وضوحه كأنه مظهر لما يتضمنه، مناد بذلك للقريب والبعيد والفطن والغبي.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ومن مشهد التكليف ينتقل السياق مباشرة إلى مشهد التبليغ في اختصار، البارز فيه هو الإنذار، مع الإطماع في المغفرة على ما وقع من الخطايا والذنوب؛ وتأجيل الحساب إلى الأجل المضروب في الآخرة للحساب؛ وذلك مع البيان المجمل لأصول الدعوة التي يدعوهم إليها: (قال: يا قوم إني لكم نذير مبين. أن اعبدوا الله، واتقوه، وأطيعون. يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى. إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون).. يا قوم إني لكم نذير مبين.. مفصح عن نذارته، مبين عن حجته، لا يتمتم ولا يجمجم، ولا يتلعثم في دعوته، ولا يدع لبسا ولا غموضا في حقيقة ما يدعو إليه، وفي حقيقة ما ينتظر المكذبين بدعوته.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

افتتاح دعوته قومَه بالنداء لطلب إقبال أذهانهم، ونداؤهم بعنوان: أنهم قومه، تمهيد لقبول نصحه، إذ لا يريد الرجل لقومه إلاّ ما يريد لنفسه. وتصدير دعوته بحرف التوكيد لأن المخاطبين يترددون في الخبر.