الآية2 : وقوله تعالى : { قال يا قوم إني لكم نذير مبين } أي مبين لما يقع به الإنذار والتخويف ، فتكون الإبانة منصرفة إلى النذارة .
ويحتمل أن يكون هذا الوصف راجعا على نفسه خاصة ، كأنه قال : إني نذير لكم مبين أي إني لم أقم في دعائي إياكم إلى عبادة الله تعالى وإنذاركم من عند نفسي ، ولكن بما اختصني الله تعالى وولاني ذلك .
ثم الأصل في الإنذار نهي ، وفي النهي أمر ، لكن الإنذار يقضي نهيا وكيدا ، والنهي الوكيد يقتضي بالخلاف أمرا وكيدا .
وأما البشارة ، فهي تقتضي الأمر الوكيد وغير الوكيد ، لأنه يستوجب البشارة بكل خير يفعله ، وإن كان للمرء ترك ذلك الخير بخير يأتي به ، فلا يفهم بنفس البشارة الأمر الوكيد ، ويفهم بتصريح النذارة تأكيد الوجهين اللذين ذكرناهما .
وإذا كان كذلك فمطلق البشارة لا يدل على تحقيق النذارة ؛ فهي تدل على البشارة ، لأن النذارة على ما هو فيه في الفعل تلزم النهي ، وإذا انتهي عنه فقد حصل العفو ، وفي حصول العفو ارتفاع ما خوف وذهابه{[22144]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.