المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (86)

86- إن اللَّه الذي خلقك - أيها النبي - ورباك هو الكثير الخلق ، العليم بحالك وحالهم ، فهو حقيق بأن تكل إليه أمرك وأمرهم ، وهو الذي يعلم الأصلح لك ولهم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (86)

قوله تعالى : { إن ربك هو الخلاق العليم } ، بخلقه .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (86)

وقوله : { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ } تقرير للمعاد ، وأنه تعالى قادر على إقامة الساعة ، فإنه الخلاق الذي لا يعجزه خلق ما يشاء ، وهو العليم بما تمزق{[16228]} من الأجساد ، وتفرق{[16229]} في سائر أقطار الأرض ، كما قال تعالى : { أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [ يس : 81 - 83 ] .


[16228]:في ت، أ: "يمزق".
[16229]:في ت، أ: "ويفرق"
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (86)

{ إن ربك هو الخلاّق } الذي خلقك وخلقهم وبيده أمرك وأمرهم . { العليم } بحالك وحالهم فهو حقيق بأن تكل ذلك إليه ليحكم بينكم ، أو هو الذي خلقكم وعلم الأصلح لكم ، وقد علم أن الصفح اليوم أصلح ، وفي مصحف عثمان وأبيّ رضي الله عنهما هو " الخالق " ، وهو يصلح للقليل والكثير و{ الخلاق } يختص بالكثير .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (86)

ثم تلا في آخر الآية بأن الله تعالى يخلق من شاء لما شاء ويعلم تعالى وجه الحكمة في ذلك لا هذه الأوثان التي يعبدونها ، وقرأ جمهور الناس «الخلاق » ، وقرأ الأعمش والجحدري «الخالق » .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (86)

جملة { إن ربك هو الخالق العليم } في موقع التعليل للأمر بالصّفح عنهم ، أي لأن في الصّفح عنهم مصلحة لك ولهم يعلمها ربك ، فمصلحة النبي صلى الله عليه وسلم في الصّفح هي كمال أخلاقه ، ومصلحتهم في الصّفح رجاء إيمانهم ، فالله الخلّاق لكم ولهم ولنفسك وأنفسهم ، العليم بما يأتيه كل منكم ، وهذا كقوله تعالى : { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون } [ سورة فاطر : 8 ] .

ومناسبته لقوله تعالى : { وإن الساعة لآتية } ظاهرة .

وفي وصفه ب { الخلاق العليم } إيماء إلى بشارة النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يخلق من أولئك من يعلم أنّهم يكونون أولياء للنبيء صلى الله عليه وسلم وهم الذين آمنوا بعد نزول هذه الآية والّذين ولدوا ، كقول النبي صلى الله عليه وسلم « لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده » . وقال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب وكان في أيام الجاهلية من المؤذين للنبي صلى الله عليه وسلم :

دَعَاني داعٍ غيرُ نفسي وردّني *** إلى الله من أطردتُه كل مُطْرَد

يعني بالداعي النبي صلى الله عليه وسلم .

وتلك هي نكتة ذكر وصف { الخالق } دون غيره من الأسماء الحسنى .

والعدول إلى { إن ربك } دون ( إنّ الله ) للإشارة إلى أن الّذي هو ربّه ومدبّر أمره لا يأمره إلا بما فيه صلاحه ولا يقدر إلاّ ما فيه خيره .