إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (86)

{ إِنَّ رَبَّكَ } الذي يبلّغك إلى غاية الكمال { هُوَ الخلاق } لك ولهم ولسائر الموجوداتِ على الإطلاق { العليم } بأحوالك وأحوالِهم بتفاصيلها فلا يخفى عليه شيءٌ مما جرى بينك وبينهم ، فهو حقيقٌ بأن تكِل جميع الأمورِ إليه ليحكُم بينكم ، أو هو الذي خلقكم وعلِم تفاصيلَ أحوالِكم وقد علم أن الصفحَ اليوم أصلحُ إلى أن يكون السيفُ أصلحَ ، فهو تعليلٌ للأمر بالصفح على التقديرين ، وفي مصحف عثمانَ وأُبيّ رضي الله تعالى عنهما ( هو الخالق ) وهو صالح للقليل والكثير والخلاقُ مختصٌّ بالكثير .