التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (86)

قوله تعالى { إن ربّك هو الخلاق العليم }

قال ابن كثير : وقوله { إن ربك هو الخلاق العليم } تقرير للمعاد وأنه تعالى قادر على إقامة الساعة فإنه الخلاق الذي لا يعجزه خلق ما يشاء ، وهو العليم بما تمزق من الأجساد وتفرق في سائر أقطار الأرض ، كقوله : { أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون } .

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى { إن ربك هو الخلاق العليم } ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه الخلاق العليم . والخلاق العليم : كلاهما صيغة مبالغة . والآية تشير إلى أنه لا يمكن أن يتصف الخلاق بكونه خلاقا إلا وهو عليم بكل شيء ، لا يخفى عليه شيء ، إذ الجاهل بالشيء لا يمكنه أن يخلقه . وأوضح هذه المعنى في آيات كثيرة ، كقوله تعالى { قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم } .