معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٖ} (101)

قوله تعالى : { ولا صديق حميم } أي : قريب يشفع لنا ، يقوله الكفار حين تشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون ، والصديق هو الصادق في المودة بشرط الدين .

أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أنبأنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني الحسين بن محمد بن فنجويه ، حدثنا محمد بن الحسين اليقطيني ، أنبأنا أحمد بن عبد الله يزيد العقيلي ، حدثنا صفوان بن صالح ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا من سمع أبا الزبير يقول : أشهد لسمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الرجل ليقول في الجنة ما فعل صديقي فلان ، وصديقه في الجحيم ، فيقول الله تعالى : أخرجوا له صديقه إلى الجنة ، فيقول من بقي ( فما لنا من شافعين ولا صديق حميم ) . قال الحسن : استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٖ} (101)

{ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ } أي : قريب .

قال قتادة : يعلمون - والله - أن الصديق إذا كان صالحًا نفع ، وأن الحميم إذا كان صالحا شفع .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٖ} (101)

{ ولا صديق حميم } إذ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ، أو فما لنا من شافعين ولا صديق ممن نعدهم شفعاء وأصدقاء ، أو وقعنا في مهلكة لا يخلصنا منها شافع ولا صديق ، وجمع الشافع ووحدة ال { صديق } لكثرة الشفعاء في العادة وقلة الصديق أو لأن ال{ صديق } الواحد يسعى أكثر مما يسعى الشفعاء ، أو لإطلاق ال{ صديق } على الجمع كالعدو لأنه في الأصل مصدر كالحنين والصهيل .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٖ} (101)

{ ولا صديق حميم } وفي هذه اللفظة منبهة على محل الصديق من المرء ، قال ابن جريج { شافعين } من الملائكة و { صديق } من الناس .

قال القاضي أبو محمد : ولفظة «الشفيع » تقتضي رفعة مكانه ، ولفظ «الصديق » يقتضي شدة مساهمة ونصرة ، وهو فعيل من صدق الود ، وهو ( فعيل ) من صدق الود من أبنية المبالغة{[1]} .

و «الحميم » الولي والقريب الذي يخصك أمره ويخصه أمرك وحامة الرجل خاصته وباقي الآية بين قد مضى .

قال القاضي أبو محمد : وهذه الآيات من قوله تعالى : { يوم لا ينفع مال ولا بنون } [ الشعراء : 88 ] هي عندي منقطعة من كلام إبراهيم عليه السلام وهي إخبار من الله عز وجل ، تعلق بصفة ذلك اليوم الذي وقف إبراهيم عليه السلام عنده في دعائه أن لا يخزى فيه{[2]} .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟
[2]:- ولم يكن الله ليمتن على رسوله بإيتائه فاتحة الكتاب وهو بمكة، ثم ينزلها بالمدينة، ولا يسعنا القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة بضع عشرة سنة يصلي بلا فاتحة الكتاب، هذا ما لا تقبله العقول، قاله الواحدي. وقوله تعالى: (ولقد آتيناك...) هو من الآية رقم (87) من سورة الحجر.