فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٖ} (101)

{ ولا صديق حميم } أي ذي قرابة ، والحميم القريب الذي توده ويودك ، وجمع الشفعاء ، ووحد الصديق ، لما تقدم غير مرة ، أنه يطلق على الواحد ، والاثنين ، والجماعة والمذكر ، والمؤنث أو لكثرة الشفعاء في العادة وقلة الصديق ، لأن الصديق الصادق في ودادك الذي يهمه ما أهمك قليل . وسئل حكيم عن الصديق فقال : اسم لا معنى له . وقيل اسم بلا مسمى . والنفي ههنا يحتمل نفي الصديق من أصله ، أو نفي صفته فقط ، أو لأن الصديق الواحد يسعى أكثر مما يسعى الشفعاء ، والحميم مأخوذ من حامة الرجل أي خاصته وأقربائه . ويقال حم الشيء وأحم إذا قرب ومنه الحمى ، لأنه يقرب من الأجل .

وقال علي بن عيسى : إنما سمي القريب حميما لأنه يحمى لغضب صاحبه فجعله مأخوذا من الحمية وقيل من الاحتمام بمعنى الاهتمام الذي يهمه ما يهمك قاله الزمخشري .