تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
هذا الذي قال الله في عيسى هو {الحق من ربك فلا تكن من الممترين} يا محمد، يعني من الشاكين في عيسى أنه مثله كمثل آدم...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
الذي أنبأتك به من خبر عيسى، وأن مثله كمثل آدم خلقه من تراب. ثم قال له ربه: كن هو الحقّ من ربك، يقول: هو الخبر الذي هو من عند ربك.
{فَلاَ تَكُنْ مِنَ المُمْترينَ}: فلا تكن من الشاكين في أن ذلك كذلك... فلا تكن في شكّ من عيسى أنه كمثل آدم عبد الله ورسوله، وكلمة الله وروحه.
والممترون: الشاكون. والمرية والشكّ والريب واحد.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
يحتمل هذا وجوها: يحتمل أن يكون الخطاب لكل أحد، قال في عيسى ما قالوا: أي لا تكن {من الممترين} في عيسى. إنه عبد الله خالصا وإنه نبيه ورسوله إليكم ويحتمل أن يكون الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد غيره، وهكذا عادة ملوك الأرض أنهم إذا ما أرادوا أن يعرفوا رعاياهم شيئا يخاطبون أعقلهم وأفضلهم وأرفعهم منزلة وقدرا عندهم استكبارا منهم مخاطبة كل وضيع وسفيه، فكذلك الله جل وعلا خاطب نبيه إعظاما له وإجلالا، والله تعالى أعلم. ويحتمل ما ذكرنا في ما تقدم أن العصمة لا تمنع الأمر ولا النهي، بل تزيد أمرا ونهيا، وإن كان يعلم أنه لا يكون من الممترين...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
ونهيه عن الامتراء، وجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون ممتريا، من باب التهييج لزيادة الثبات والطمأنينة، وأن يكون لطفاً لغيره...
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :
الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن شاكا في أمر عيسى عليه السلام...
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :
في هذه الآية وما بعدها دليل على قاعدة شريفة وهو أن ما قامت الأدلة على أنه حق وجزم به العبد من مسائل العقائد وغيرها، فإنه يجب أن يجزم بأن كل ما عارضه فهو باطل، وكل شبهة تورد عليه فهي فاسدة، سواء قدر العبد على حلها أم لا، فلا يوجب له عجزه عن حلها القدح فيما علمه، لأن ما خالف الحق فهو باطل، قال تعالى {فماذا بعد الحق إلا الضلال} وبهذه القاعدة الشرعية تنحل عن الإنسان إشكالات كثيرة يوردها المتكلمون ويرتبها المنطقيون، إن حلها الإنسان فهو تبرع منه، وإلا فوظيفته أن يبين الحق بأدلته ويدعو إليه...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
وعندما يصل السياق بالقضية إلى هذا التقرير الواضح يتجه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يثبته على الحق الذي معه، والذي يتلى عليه، ويؤكده في حسه؛ كما يؤكده في حس من حوله من المسلمين، الذين ربما تؤثر في بعضهم شبهات أهل الكتاب، وتلبيسهم وتضليلهم الخبيث:
(الحق من ربك فلا تكن من الممترين)..
وما كان الرسول صلى الله عليه وسلم ممتريا ولا شاكا فيما يتلوه عليه ربه، في لحظة من لحظات حياته.. وإنما هو التثبيت على الحق، ندرك منه مدى ما كان يبلغه كيد أعداء الجماعة المسلمة من بعض أفرادها في ذلك الحين. كما ندرك منه مدى ما تتعرض له الأمة المسلمة في كل جيل من هذا الكيد؛ وضرورة تثبيتها على الحق الذي معها في وجه الكائدين والخادعين؛ ولهم في كل جيل أسلوب من أساليب الكيد جديد.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
قوله: {الحق من ربك} خبر مبتدأ محذوف: أي هذا الحق. ومن ربك حال من الحق. والخطاب في {فلا تكن من الممترين} للنبيء صلى الله عليه وسلم والمقصود التعريض بغيره، والمعرَّض بهم هنا هم النصارى الممترُون الذين امتروا في الإلاهية بسبب تحقق أن لاَ أبَ لِعيسى.
زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :
هذا هو الحق، والحق هو الثابت اليقيني الذي لا مجال للشك فيه.وقد أكد سبحانه وتعالى كونه الحق الذي لا مجال للريب فيه بثلاثة تأكيدات: أولها:بتعريف كلمة الحق بأل،فإن مؤدى ذلك ان خلق الله بإرادته المختارة على النحو الذي بينه هو الحق وحده،ولا حق سواه. ثانيها:أنه بين ان إثبات ذلك الحق هو من ربك الذي ذرأك وحفظك،وفي ذلك ما يدل على صدق الإثبات صدقا لا ريب فيه. ثالثها:أنه نهى عن الامتراء والشك في ذلك الحق،فقال سبحانه: {فلا تكن من الممترين} أي انه لا مجال فيه للشك،أو للجدال والمراء المثير للشك. والخطاب موجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع ان النبي صلى الله عليه وسلم لا شك عنده،وكان كذلك لإثارة الاهتمام والاتجاه إليه، وبيان انه لا موضع فيه للجدال والامتراء،فيكون الاطمئنان إلى الحق المبين،وإذا كان هذا دعوة للنبي إلى الابتعاد عن الامتراء فغيره أولى بأن توجه إليه الدعوة القاطعة لكل ريب... فمؤدى كلمة الامتراء هو الحاجة فيما فيه ريب،فكان الله سبحانه وتعالى يقول لنبيه الكريم أو لقارئ القرآن العظيم:فلا تكن من الذين يجادلون في هذا شاكين؛ فإنه ليس موضع شك من جهة،وليس موضع جدال؛ لأن الذين يجادلون فيه يجادلون في قدرة الله تعالى {وهو شديد المحال13} [الرعد]...
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
الحقّ دائماً من ربّك، وذلك لأنّ الحقّ هو الحقيقة، والحقيقة هو الوجود، وكلّ وجود ناشئ من وجوده...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.