فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ} (60)

{ الممترين } الشاكين .

{ الحق من ربك } الذي تلوناه عليك هو الحق من مولاك أيها النبي الخاتم { فلا تكن من الممترين } [ الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن شاكا في أمر عيسى عليه السلام ]{[1000]} . - ولا يضر فيه استحالة وقوع الامتراء منه عليه الصلاة والسلام كما في قوله تعالى { . . فلا تكونن من المشركين }{[1001]} بل قد ذكروا في هذا الأسلوب فائدتين إحداهما أنه صلى الله عليه وسلم إذا سمع مثل هذا الخطاب تحركت منه الأريحية فيزداد في الثبات على اليقين نورا على نور ، ثانيهما -أن السامع يتنبه بهذا الخطاب على أمر عظيم فيفزع وينزجر عما يورث الامتراء لأنه صلى الله عليه وسلم مع جلالته التي لا تصل إليها الأماني إذا خوطب بمثله فما يظن بغيره ، ففي ذلك زيادة ثبات له صلوات الله تعالى وسلامه عليه ولطف بغيره-{[1002]} .


[1000]:مما جاء في روح المعاني.
[1001]:سورة القصص من الآية 87.
[1002]:من روح المعاني.