تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ} (60)

الآية 60 وقوله تعالى : { الحق من ربك فلا تكن من الممترين } يحتمل هذا وجوها : يحتمل أن يكون الخطاب لكل أحد ، قال في عيسى ما قالوا : أي لا تكن { من الممترين } في عيسى . إنه عبد الله خالصا وإنه نبيه ورسوله إليكم ويحتمل أن يكون الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد غيره ، وهكذا عادة ملوك الأرض أنهم إذا ما أرادوا أن يعرفوا رعاياهم{[3916]} شيئا يخاطبون أعقلهم{[3917]} وأفضلهم وأرفعهم منزلة وقدرا عندهم استكبارا منهم مخاطبة كل وضيع وسفيه ، فكذلك الله جل وعلا خاطب نبيه إعظاما له وإجلالا ، والله تعالى أعلم . ويحتمل ما ذكرنا في ما تقدم أن العصمة لا تمنع الأمر ولا النهي ، بل تزيد أمرا ونهيا ، وإن كان يعلم أنه لا يكون من الممترين .


[3916]:في الأصل وم: رعيته.
[3917]:من م، في الأصل: أعدلهم.