وقوله : لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْوا وَلا كِذّابا يقول تعالى ذكره : لا يسمعون في الجنة لغوا ، يعني باطلاً من القول ، ولا كذّابا ، يقول : ولا مكاذبة ، أي لا يكذب بعضهم بعضا . وقرأت القرّاء في الأمصار بتشديد الذال على ما بيّنت في قوله : وكَذّبُوا بآياتِنا كِذّابا سوى الكسائي فإنه خفّفها لما وصفت قبل ، والتشديد أحبّ إليّ من التخفيف ، وبالتشديد القراءة ، ولا أرى قراءة ذلك بالتخفيف لإجماع الحجة من القرّاء على خلافه ومن التخفيف قول الأعشى :
فَصَدَقْتُها وكَذَبْتُها *** والمَرْءُ يَنْفَعُهُ كِذَابُهْ
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة لَغْوا وَلا كَذّابا قال : باطلاً وإثما .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْوا وَلا كِذّابا قال : وهي كذلك ليس فيها لغوٌ ولا كذّابٌ .
و «اللغو » : سقط الكلام وهو ضروب ، وقد تقدم القول في { كذاباً } إلا أن الكسائي من السبعة قرأ في هذا الموضع «كذَاباً » بالتخفيف وهو مصدر ، ومنه قول الأعشى : [ مجزوء الكامل ]
فصدقتها وكذبتها . . . والمرء ينفعه كذابه{[11592]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.