تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَّا يَسۡمَعُونَ فِيهَا لَغۡوٗا وَلَا كِذَّـٰبٗا} (35)

الآية 35 : وقوله تعالى : { لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا } أي لا يسمعون فيها ما يحق أن يلغى ، بل يسمعون فيها كل خير . والذي يحق أن يلغى ما ذكروا من الخلف/ 623 – ب/ والباطل والكذب ، فلا يسمعون شيئا من ذلك كما يسمع في أهلها في الدنيا إذا شربوها .

وقوله تعالى : { كذابا } [ قرئ بالتخفيف ؛ فهو إن قرئ بالتخفيف ، فهو من ]{[23032]} الكذب أي لا يكذبون ، وإن قرئ بالتشديد فهو من التكذيب ، أي لا يكذبون بعضهم بعضا كما يوجد في شراب أهل الدنيا .

وقوله تعالى : { فيها } في الجنة .

ثم قوله تعالى : { كذابا } قرأ بعضهم بالتخفيف في الموضعين : ههنا وفي{ وكذبوا بآياتنا كذابا }[ الآية : 28 ] وقرأ[ بعضهم ]{[23033]} بالتشديد في الموضعين ، وقرأ بعض القراء بالتشديد في الأول وبالتخفيف في الثاني{[23034]} .

وعن الكسائي أنه قال : بالتخفيف لغة مضر ، وبالتشديد لغة يمانية ؛ يقولون : كذّبه تكذيبا وكذابا ، وخربه تخريبا[ وخرابا ]{[23035]} ونحو ذلك ، والله أعلم .


[23032]:في الأصل: قرئ بالتخفيف فهو أن، في م: أن قرئ بالتخفيف فهو من، انظر معجم القراءات القرآنية ج 8/49.
[23033]:ساقطة من الأصل و م.
[23034]:انظر معجم القراءات القرآنية ج 8/48.
[23035]:من م، ساقطة من الأصل.