نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{لَّا يَسۡمَعُونَ فِيهَا لَغۡوٗا وَلَا كِذَّـٰبٗا} (35)

ولما كانت مجالس الخمر في الدنيا ممتلئة بما ينغصها من اللغو والكذب {[71224]}إلا عند من{[71225]} لا مروءة له فلا ينغصه القبيح ، قال نافياً{[71226]} عنها ما يكدر لذة السمع : { لا يسمعون فيها } أي الجنة في وقت ما { لغواً } أي لغطاً يستحق أن يلغى لأنه ليس له معنىً أعم من أن يكون مهملاً ليس له معنى أصلاً ، أو مستعملاً ليس له معنىً موجود في الخارج وإن قل ، أو له معنى ولكنه لا يترتب به-{[71227]} كبير فائدة . ولما انتفى الكذب بهذه الطريقة ، و-{[71228]} كان التكذيب أذى للمكذب ، نفاه بقوله : { ولا كذباً * } فإن هذه الصيغة تقال على التكذيب ومطلق الكذب-{[71229]} ، فصار المعنى : ولا أذىً بمعارضة في القول ، مع موافقة قراءة الكسائي بالتخفيف فإن معناها كذباً أو مكاذبة ، وشدد في قراءة الجماعة لرشاقة اللفظ وموازنة " أعناباً وأتراباً " مع الإصابة لحلق المعنى من{[71230]} غير أدنى جور عن القصد ولا تكلف بوجه ما{[71231]} .


[71224]:من ظ و م، وفي الأصل: من لا من.
[71225]:من ظ و م، وفي الأصل: نافعا.
[71226]:زيد من ظ.
[71227]:زيد من ظ و م.
[71228]:زيد من ظ.
[71229]:زيد من ظ و م.
[71230]:من ظ و م، وفي الأصل: في.
[71231]:سقط من م.