المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{هَٰذَا بَصَـٰٓئِرُ لِلنَّاسِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (20)

20- هذا القرآن - المنزل عليك - دلائل للناس تبصرهم بالدين الحق ، وهدى يرشدهم إلى مسالك الخير ، ونعمة لقوم يستيقنون بثواب الله وعقابه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{هَٰذَا بَصَـٰٓئِرُ لِلنَّاسِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (20)

قوله تعالى : { هذا } يعني القرآن ، { بصائر } معالم { للناس } في الحدود والأحكام يبصرون بها ، { وهدىً ورحمة لقوم يوقنون }

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{هَٰذَا بَصَـٰٓئِرُ لِلنَّاسِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (20)

16

وتعقيباً على هذا البيان الحاسم الجازم ، يتحدث عن اليقين ، وعما في هذا القول وأمثاله في القرآن من تبصرة وهدى ورحمة لأهل اليقين :

( هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون ) . .

ووصف القرآن بأنه بصائر للناس يعمق معنى الهداية فيه والإنارة . فهو بذاته بصائر كاشفة كما أن البصائر تكشف لأصحابها عن الأمور . وهو بذاته هدى . وهو بذاته رحمة . . ولكن هذا كله يتوقف على اليقين . يتوقف على الثقة التي لا يخامرها شك ؛ ولا يخالطها قلق ، ولا تتسرب إليها ريبة . وحين يستيقن القلب ويستوثق يعرف طريقه ، فلا يتلجلج ولا يتلعثم ولا يحيد . وعندئذ يبدو له الطريق واضحاً ، والأفق منيراً ، والغاية محددة ، والنهج مستقيماً . وعندئذ يصبح هذا القرآن له نوراً وهدى ورحمة بهذا اليقين .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{هَٰذَا بَصَـٰٓئِرُ لِلنَّاسِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (20)

وقوله تعالى : { هذا بصائر } يريد القرآن . والبصائر جمع بصيرة ، وهي المعتقد الوثيق في الشيء ، كأنه مصدر من إبصار القلب ، فالقرآن فيه بيانات ينبغي أن تكون بصائر . والبصيرة في كلام العرب : الطريقة من الدم ، ومنه قول الشاعر يصف جده في طلق الثأر وتواني غيره : [ الكامل ]

راحوا بصائرهم على أكتافهم . . . وبصيرتي يعدو بها عتد وأي{[10270]}

وفسر الناس هذا البيت بطريقة الدم ، إذ كانت عادة طالب الدم عندهم أن يجعل طريقة من دم خلف ظهره ليعلم بذلك أنه لم يدرك ثأره وأنه يطلبه ، ويظهر فيه أنه يريد بصيرة القلب ، أي قد اطرح هؤلاء بصائرهم وراء ظهورهم{[10271]} .


[10270]:البيت للأسعر الجُعفي، وهو في اللسان(بصر)، والرواية في القرطبي:"جاءوا بصائرهم"، والبصيرة: الثأر، وقيل: البصيرة من الدم ما لم يسل، وقيل: البصيرة: دم البكر، ذكر ذلك كله صاحب اللسان، وروى البيت ثم قال: يعني بالبصائر دم أبيهم، يقول: تركوا دم أبيهم خلفهم ولم يثأروا به وطلبته أنا، وفي الصحاح: وأنا طلبت ثأري، وكان أبو عبيدة يقول: البصيرة في هذا البيت: التُّرس أو الدرع، وكان يرويه: حملوا بصائرهم، وقال ابن الأعرابي: راحوا بصائرهم يعني ثِقل دمائهم على أكتافهم لم يثأروا بها، والبصيرة: الدية، والبصائر: الديات في أول البيت، قال: أخذوا الديات فصارت عارا، وبصيرتي أي ثأري قد حملته على فرسي لأطالب به، فبيني وبينهم فرق"، والعتد بفتح التاء وكسرها-:الفرس التام الخلق السريع الوثبة المُعدّ للجري، ليس فيه اضطراب ولا رخاوة، وقوله:"وأي" بواو مفتوحة بعدها همزة يريد به الفرس السريع المقتدر، وهكذا ضبطه في اللسان وفي الأصمعيات بهمزة مفتوحة دون مد، يقول الشاعر: إنهم تركوا دم أبيهم وجعلوه خلفهم، أي لم يثأروا له، وأنا طلبت ثأري، وقد سبق الاستشهاد بالبيت في سورة الأنعام، راجع الجزء الخامس صفحة(309). هذا وقد ورد اسم الشاعر في اللسان محرفا الأشعر-بالشين المعجمة- والصواب ما ذكرناه هنا، وهو شاعر جاهلي اسمه مِرثد بن أبي حِمران، والأسعر-بالسين- لقب لُقّب به لقوله: فلا يدعني قومي لسعد بن مالك إذا أنا لم أسعر عليهم وأثقب.
[10271]:ما بين العلامتين[.....] سقط من كثير ن النسخ، وهو مثبت في النسخة التونسية.