اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{هَٰذَا بَصَـٰٓئِرُ لِلنَّاسِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (20)

قوله تعالى : { هذا بَصَائِرُ } أي هذا القرآن ، جمع خَبَرُهُ باعتبار ما فيه . وقرئ : «هَذِه »{[50647]} رجوعاً إلى الآيات ، ولأن القرآن بمعناها كقوله :

4444 . . . . . . . . . . . . . . . . *** سَائِلْ بَنِي أَسَدٍ مَا هَذِهِ الصَّوْتُ ؟{[50648]}

لأنه بمعنى الصيحة ، والمعنى بصائر للناس ، أي معالم للناس في الحُدُودِ والأحكام يبصرون بها . وتقدم تفسيره في سورة الأعراف { وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } هدى من الضلالة ، ورحمة من العذاب لمن اتقى وآمن .


[50647]:قراءة شاذة غير متواترة لم ينسبها صاحب الكشاف والدر المصون انظر الكشاف 3/511 والدر المصون 4/835. بنما نسبها صاحب شواذ القرآن إلى اليماني 221.
[50648]:عجز بيت من البسيط لرويشد بن كثير، صدره: يا أيها الراكب المزجي مطيته والشاهد: الإشارة إلى الصوت بالمؤنث؛ لأن المراد الصيحة فجاز ذلك. وانظر الخصائص 2/416، وابن يعيش 5/95، والإنصاف 773، والهمع 2/157 واللسان (صوت) وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي 166.