تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{ لا أعبد ما تعبدون } يقول : لا أعبد آلهتكم التي تعبدون اليوم . ...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان المشركون من قومه -فيما ذُكر- عرضوا عليه أن يعبدوا الله سنة ، على أن يعبد نبيّ الله صلى الله عليه وسلم آلهتهم سنة ، فأنزل الله مُعَرّفه جوابهم في ذلك : قُلْ يا محمد لهؤلاء المشركين الذين سألوك عبادة آلهتهم سنة ، على أن يعبدوا إلهك سنة "يا أيّها الكافِرُونَ" بالله "لا أعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ" من الآلهة والأوثان الآن ، "وَلا أنْتُمْ عابِدُونَ ما أعْبُدُ" الآن ، "وَلا أنا عابِدٌ" فيما أستقبل "ما عَبَدْتُمْ" فيما مضى ، "وَلا أنْتُمْ عابِدُونَ" فيما تستقبلون أبدا "ما أعْبُدُ" أنا الآن ، وفيما أستقبل . وإنما قيل ذلك كذلك ؛ لأن الخطاب من الله كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أشخاص بأعيانهم من المشركين ، قد علم أنهم لا يؤمنون أبدا ، وسبق لهم ذلك في السابق من علمه ، فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يُؤَيّسَهم من الذي طمعوا فيه ، وحدّثوا به أنفسهم ، وأن ذلك غير كائن منه ولا منهم ، في وقت من الأوقات ، وآيسَ نبيّ الله صلى الله عليه وسلم من الطمع في إيمانهم ، ومن أن يفلحوا أبدا ، فكانوا كذلك لم يفلحوا ولم ينجحوا ، إلى أن قُتِل بعضُهم يوم بدر بالسيف ، وهلك بعض قبل ذلك كافرا ...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
وفي هذه السورة وجهان من الدلالة :
أحدهما : ما ذكرنا من إثبات الرسالة .
والثاني : إخبار عن الإياس لهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يرجع إلى دينهم أبدا ، وقطع رجائهم وطمعهم في ذلك .
وفيه أيضا أن من أشرك غير الله في عبادته سبحانه وتعالى وعبد غيره دونه على رجاء القربة إلى الله تعالى ، فهو ليس بعابد الله تعالى ولا موحد له ؛ لأن أولئك إنما عبدوا الأصنام رجاء أن تشفع لهم ، ورجاء أن تقربهم إلى الله زلفى . أخبر أنها لا تقربهم زلفى ، وأنهم ليسوا بموحدين ولا عابدين لله تعالى ....
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
فأمر الله تعالى نبيه ( صلى الله عليه وآله ) أن يقول لهم :{ لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد } ومعناه لا أعبد ما تعبدون لفساد عبادة الأوثان ، ولا أنتم عابدون ما أعبد لجهلكم بوجوب إخلاص العبادة لله .... وإنما كرر ذكر العبادة لتصريفها في الفوائد المختلفة ، وقد نفى عبادة المؤمن للوثن كيف تصرفت الحال في ماض أو حاضر أو مستقبل لقبحها ، ونفى عبادة الكافر لله مع إقامته على الجهل بوجوب إخلاص العبادة له . وقيل : في وجه التكرير في السورة أن ظاهر ذلك وإن كان تكريرا فليس في الحقيقة تكريرا أصلا ، ولا تكرير في اللفظ إلا في موضع واحد سنبينه بعد بيان المعنى إن شاء الله ، وذلك أن قوما من المشركين سألوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مناقلة العبادة : سنة يعبدون فيها ما يعبده ( صلى الله عليه وآله ) ، وسنة يعبد هو ما يعبدون ، لزوال العادة بوقوع العبادة على هذه الجهلة ، فجاء الكلام على طريق الجواب لإنكار ما سألوا ، فقيل : { لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد } وهذا نفي منه لما يعبدون في الاستقبال . ...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{ لاَ أَعْبُدُ } أريدت به العبادة فيما يستقبل... والمعنى : لا أفعل في المستقبل ما تطلبونه مني من عبادة آلهتكم ، ولا أنتم فاعلون فيه ما أطلب منكم من عبادة إلهي ....
الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي 875 هـ :
ولما كان قوله : { لاَ أَعْبُدُ } محتملاً أَن يُرَادَ بهِ الآنَ ، وَيَبْقَى المستأنَفُ منتظَراً ما يكونُ فيه من عبادتهِ ، جاء البيانُ بقوله : { وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ } أي : أبداً ، ثمَّ جاء قوله : { وَلاَ أَنتُمْ عابدون مَا أَعْبُدُ } الثاني حَتْماً عليهمْ أنَّهم لاَ يؤمِنُونَ به أبداً ، كالَّذِي كَشَفَ الغيبَ ....
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
{ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } لأن الله قد أرسلني لأرفض الذي تعبدونه ، ولأدعو الناس إلى أن يرفضوه ، فكيف تدعونني إلى أن أعبده ؟ !
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.