قوله تعالى : { قل ياأيها الكافرون لا أعبد ما تعبودن }( {[77929]} ) إلى آخرها( {[77930]} ) .
روى المفسرون( {[77931]} ) أن المشركين كانوا قد عرضوا على رسول الله أن يعبدوا الله عز وجل سنة / على أن يعبد نبي الله آلهتهم سنة ، فأنزل الله جل ذكره جوابهم { قل ياأيها الكافرون } إلى آخرها .
والمعنى : قل –يا محمد-( {[77932]} ) { قل ياأيها الكافرون } بالله لا أعبد ما تعبدون من الأصنام والأوثان الآن ، ولا أنتم عابدون الآن ما أعبد ، ولا أنا عابد في ما [ أستقبل ]( {[77933]} ) ما عبدتم في ما مضى { ولا أنتم عبدون } في ما تستقبلون أبدا ما أعبد أنا الآن ( و )( {[77934]} ) في ما أستقبل( {[77935]} ) .
وروى أن ذلك نزل في أشخاص بأعيانهم قد علم الله أنهم لا يؤمنون أبدا ، فأمر الله نبيه أن يؤيسهم( {[77936]} ) مما( {[77937]} ) طلبوا وأن ذلك لا يكون منه بد ولا منهم ، فلا هو يعبد ما يعبدون أبدا ولا هم يعبدون ما يعبد هو( {[77938]} ) أبدا لما سبق في عمله من شقوتهم( {[77939]} ) .
قال ابن عباس : وعد( {[77940]} ) قريش نبي الله عليه الصلاة والسلام( {[77941]} ) أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ويزوجوه من أراد من النساء ، [ وقالوا ] ( {[77942]} ) : هذا لك عندنا يا محمد ، وكُفَّ عن شتم آلهتنا ، ( ولا تذكرها بسوء ، فإن لم تفعل فإنا( {[77943]} ) نعرض عليك خصلة واحدة ، [ فهي ] ( {[77944]} ) لك ولنا فيها صلاح . قال : ما هي ؟ قالوا : تعبد آلهتنا( {[77945]} ) اللات والعزى ( سنة ) ( {[77946]} ) ونعبد إلهك سنة . قال : حتى( {[77947]} ) أنظر ما يأتي من عند ربي ، فجاء الوحي من اللوح المحفوظ : { قل ياأيها الكافرون } إلى آخرها وأنزل الله أيضا { قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون } إلى قوله : { وكن من الشاكرين }( {[77948]} ) .
قال المبرد : ليس في هذا تكرير ، وإنما جهل من قال إنه يكون( {[77949]} ) في اللغة( {[77950]} ) ، وإنما المعنى : { قل يأيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون }( {[77951]} ) في هذا الوقف ، وكذا( {[77952]} ) { ولا أنتم عبدون ما أعبد } وانقضى الكلام ، وهو التمام عند أبي حاتم على هذا المعنى( {[77953]} ) .
ومن جعله تكرير للتأكيد كان التمام آخر السورة( {[77954]} ) .
قال المبرد : ثم قال { ولا أنا عابد ما عبدتم } أي : فيما استقبل { ولا أنتم عابدون ما أعبد } مثله( {[77955]} ) . وكان في هذا دلالة على نبوة محمد ، لأن كل من خاطبه بهذه الخطابة لم يسلم منهم أحد ، وكذا الذين خاطبهم بقوله : { سوا عليهم ءانذرتهم أم لم تنذرهم لا يومنون }( {[77956]} ) .
وروي( {[77957]} ) أن الوليد بن المغيرة ( و )( {[77958]} ) العاصي بن وائل والأسود ( بن المطلب ، وأمية بن )( {[77959]} ) خلف لقوا رسول الله ، فقالوا : يا محمد ، [ هلم ] ( {[77960]} ) ، فلتعبد ما نعبد( {[77961]} ) ونعبد ما تعبد ، ونشركك في [ أمرنا ]( {[77962]} ) كله( {[77963]} ) ، فإن كان الذي جئت به خيرا مما أيدينا كنا قد ( شركناك فيه ، وأخذنا بحظنا منه ، وإن كان الذي بأيدينا خيرا مما في يديك كنت ) ( {[77964]} ) قد شركتنا في [ أمرنا ] ( {[77965]} ) وأخذت بحظك منه ، فأنزل الله جل ذكره : { قل ياأيها الكافرون } إلى آخرها( {[77966]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.