و : { تمور } معناه : تذهب وتجيء بالرياح متقطعة متفتتة ، والغبار الموار : الذي يجتمع ويذهب ويجيء بالريح ، ثم هو كله إلى الذهاب ، ومنه قول الأعرابي :
وغادرت التراب مورا . . . يصف سنة قحط . وأنشد معمر بن المثنى
مور السحابة لا ريث ولا عجل . . . {[10636]}
أراد مضيها ، وقال الضحاك : { تمور } تموج . وقال مجاهد : تدور . وقال ابن عباس : تشقق ، وهذه كلها تفاسير بالمعنى ، لأن السماء العلو يعتريها هذا كله .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
ثم أخبر متى يقع بهم العذاب؟ فقال: {يوم تمور السماء مورا} يعني استدارتها وتحريكها بعضها في بعض من الخوف...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره: إن عذاب ربك لواقع" يَوْمَ تَمُورُ السّماءُ مَوْرا "فيوم من صلة واقع، ويعني بقوله: تمور: تدور وتكفأ... واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك؛ فقال بعضهم فيه نحو الذي قلنا فيه... عن ابن عباس، قوله: "يَوْمَ تَمُورُ السّماءُ مَوْرا" قال: يقول: تحريكا...
عن مجاهد، في قوله: "يَوْمَ تَمُورُ السّماءُ مَوْرا" قال: تدور السماء دَوْرا.
[عن] الضحاك يقول في قوله: "يَوْمَ تَمُورُ السّماءُ مَوْرا" يعني: استدارتها وتحريكها لأمر الله، وموج بعضها في بعض...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{يوم تمُور السماء مَوْرًا} {وتسير الجبال سيرًا} بين الوقت الذي ينزل بهم العذاب الموعود حين قال: {إن عذاب ربك لواقع} ودلّ أن وقت تعذيب هذه الأمة يوم القيامة، وهو ما قال عز وجل: {والساعة أدهى وأمرّ} [القمر: 46] والله أعلم. وفيه وصف ذلك اليوم بالأهوال والشدة لأنه تعالى ذكر أن السماء تمور مورا، أي تستدير استدارة، وتتحرك تحرّكا، وذكر سير الجبال، وهذه الأشياء من أشد الخلائق وأصلبها، فهول ذلك اليوم وشدّته عمل فيها ما ذكر من التحرّك والسير والتّغيير وغير ذلك. وفيه أن هذا العالم كلّه أنشأه بحيث يفنيه، ويُنشئ عالما آخر، لأنه ذكر فيه التغيير من حال إلى حال...
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي 516 هـ :
ثم بين أنه متى يقع فقال: {يوم تمور السماء موراً} أي: تدور كدوران الرحى وتتكفأً بأهلها تكفؤ السفينة...
تختلف أجزاؤها بعضها في بعض. وقيل: تضطرب، و المور يجمع هذه المعاني، فهو من اللغة: الذهاب والمجيء والتردد والدوران والاضطراب...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{تَمُورُ السماء} تضطرب وتجيء وتذهب. وقيل: المور تحرك في تموّج، وهو الشيء يتردد في عرض...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
{تمور} معناه: تذهب وتجيء بالرياح متقطعة متفتتة، والغبار الموار: الذي يجتمع ويذهب ويجيء بالريح، ثم هو كله إلى الذهاب.
ما السبب في مورها وسيرها؟ قلنا قدرة الله تعالى، وأما الحكمة فالإيذان والإعلام بأن لا عود إلى الدنيا، وذلك لأن الأرض والجبال والسماء والنجوم كلها لعمارة الدنيا والانتفاع لبني آدم بها، فإن لم يتفق لهم عود لم يبق فيها نفع فأعدمها الله تعالى.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
{يوم تمور السماء موراً} الآية، تصريح بيوم البعث بعد أن أشير إليه تضمناً بقوله: {إن عذاب ربك لواقع} فحصل بذلك تأكيده أيضاً. والمور -بفتح الميم وسكون الواو-: التحرك باضطراب، ومور السماء هو اضطراب أجسامها من الكواكب واختلال نظامها، وذلك عند انقراض عالم الحياة الدنيا...
تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين 1421 هـ :
قد يظن الظانّ أن المصدر هنا (موراً) لمجرد التوكيد، ولكنه ليس كذلك، بل هو لبيان تعظيم هذا المور... ولا إنسان يتصور أو يعلم حقيقة ذلك اليوم، ولكننا نعلم المعنى بما أخبر الله به عنه، أما الحقيقة فهي شيء فوق ما نتصوره الآن...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.