فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوۡرٗا} (9)

{ يوم تمور السماء مورا } أي إنه لواقع في هذا اليوم ، والمور الاضطراب والحركة ، قال أهل اللغة . مار الشيء يمور مورا إذا تحرك ودار ، وجاء وذهب ، قاله الأخفش وأبو عبيدة ، وقال ابن عباس : تحرك ، وقال الضحاك : يموج بعضها في بعض ، وقال مجاهد : تدور دورا وقيل : تجري جريا ، وقيل : تتكفأ قاله الأخفش ، قال البغوي : والمور يجمع هذه المعاني ، إذ هو في اللغة الذهاب والمجيء ، والتردد والدوران ، والاضطراب ، ويطلق المور على الموج ، ومنه ناقة موارة اليد ، أي سريعة تموج في مشيها موجا ، ومعنى الآية أن العذاب يقع بالعصاة ، ولا يدفعه عنهم دافع في هذا اليوم الذي تكون فيه السماء هكذا ، وهو يوم القيامة ، وقيل : إن السماء ههنا الفلك ، وموره اضطراب نظمه ، واختلاف سيره .