النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوۡرٗا} (9)

{ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَآءُ مَوْراً } فيه سبعة تأويلات :

أحدها : معناه تدور دوراً ، قاله مجاهد ، قال طرفة بن العبد :

صهابية العثنون موجدة القرا *** بعيدة وخد الرجل موارة اليد{[2775]} .

الثاني : تموج موجاً ، قاله الضحاك .

الثالث : تشقق السماء ، قاله ابن عباس لقوله تعالى { فَإِذَا بُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً } الآية .

الرابع : تجري السماء جرياً ، ومنه قول جرير :

وما زالت القتلى تمور دماؤها *** بدجلة حتى ماء دجلة أشكل

الخامس : تتكفأ بأهلها ، قاله أبو عبيدة وأنشد بيت الأعشى :

كأن مشيتها من بيت جارتها *** مور {[2776]}السحابة لا ريث ولا عجل

السادس : تنقلب انقلاباً .

السابع : أن السماء ها هنا الفلك ، وموره اضطراب نظمه واختلاف سيره ، قاله ابن بحر .


[2775]:الصهابية: التي يضرب لونها إلى الصهبة، وهي الحمرة. والعثنون: ما تحت لحيها من الشعر وموجدة القرا: موثقة الظهر. والوخد أن تزج بقوائمها وتستعجل. وموارة اليد: أي يدها ليست بكزه ولكنها تمور. والبيت من معلقة طرفة في وصف ناقته. انظر شرح المعلقات لأبي بكر الأنباري ص 166.
[2776]:الرواية المشهورة: مر السحابة وقد سبق للمؤلف الاستشهاد بهذا البيت ورواه: مشي السحابة. والمعنى أن في مشيها تمايلا. فمعنى تتكفأ تتمايل حسب هذا التأويل.