فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوۡرٗا} (9)

{ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً } العامل في الظرف { لواقع } : أي إنه لواقع في هذا اليوم ، ويجوز أن يكون العامل فيه { دافع } . والمور : الاضطراب والحركة . قال أهل اللغة : مار الشيء يمور موراً : إذا تحرك وجاء وذهب قاله الأخفش وأبو عبيدة : وأنشدا بيت الأعشى :

كأن مشيتها من بيت جارتها *** مشي السحابة لا ريث ولا عجل

وليس في البيت ما يدلّ على ما قالاه إلاّ إذا كانت هذه المشية المذكورة في البيت يطلق المور عليها لغة . وقال الضحاك : يموج بعضها في بعض ، وقال مجاهد : تدور دوراً ، وقيل : تجرى جرياً ، ومنه قول الشاعر :

وما زالت القتلى تمور دماؤها *** بدجلة حتى ماء دجلة أشكل

ويطلق المور على الموج ، ومنه : ناقة موارة اليد : أي سريعة تموج في مشيها موجاً ، ومعنى الآية : أن العذاب يقع بالعصاة ولا يدفعه عنهم دافع في هذا اليوم الذي تكون فيه السماء هكذا ، وهو يوم القيامة . وقيل : إن السماء ها هنا الفلك ، وموره : اضطراب نظمه واختلاف سيره .

/خ20