ولكن لما كان الله ولي عباده المؤمنين وناصرهم ، بيَّن لهم ما اشتملوا عليه من الضلال والإضلال ، ولهذا قال : { وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا } أي : يتولى أحوال عباده ويلطف بهم في جميع أمورهم ، وييسر لهم ما به سعادتهم وفلاحهم . { وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا } ينصرهم على أعدائهم ويبين لهم ما يحذرون منهم ويعينهم عليهم . فولايته تعالى فيها حصول الخير ، ونصره فيه زوال الشر .
{ وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ } أي : هو يعلم بهم ويحذركم منهم { وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا } أي : كفى به وليا لمن لجأ{[7650]} إليه ونصيرا لمن استنصره .
ثم أخبر الله جلّ ثناؤه عن عداوة هؤلاء اليهود الذين نهى المؤمنين أن يستنصحوهم في دينهم إياهم ، فقال جلّ ثناؤه : { وَاللّهُ أعْلَمُ بأعْدَائِكُمْ } يعني بذلك تعالى ذكره : والله أعلم منكم بعداوة هؤلاء اليهود أيها المؤمنون ، يقول : فانتهوا إلى طاعتي عما نهيتكم عنه من استنصاحهم في دينكمم ، فإني أعلم بما هم عليه لكم من الغشّ والعداوة والحسد وأنهم إنما يبغونكم الغوائل ، ويطلبون أن تضلوا عن محجة الحقّ فتهلكوا .
وأما قوله : { وكَفَى باللّهِ وَليّا وكَفَى باللّهِ نَصِيرا } فإنه يقول : فبالله أيها المؤمنون فثقوا ، وعليه فتوكلوا ، وإليه فارغبوا دون غيره ، يكفكم مهمكم وينصركم على أعدائكم . { وكَفَى باللّهِ وَليّا } يقول : وكفاكم وحسبكم بالله ربكم وليا يليكم ويلي أموركم بالحياطة لكم والحراسة من أن يستفزّكم أعداؤكم عن دينكم أو يصدّوكم عن اتباع نبيكم . { وكَفَى باللّهِ نَصِيرا } يقول : وحسبكم بالله ناصرا لكم على أعدائكم وأعداء دينكم ، وعلى من بغاكم الغوائل ، وبغي دينكم العوج .
وقوله : { والله أعلم بأعدائكم } خبر في ضمنه التحذير منهم ، و في قوله : { وكفى بالله } في موضع رفع بتقدير زيادة الخافض{[4086]} ، وفائدة زيادته تبيين معنى الأمر في لفظ الخبر ، أي اكتفوا بالله ، فالباء تدل على المراد من ذلك ، { ولياً } فعيلاً ، و { نصيراً } كذلك ، من الولاية والنصر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.