إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِأَعۡدَآئِكُمۡۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَلِيّٗا وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ نَصِيرٗا} (45)

{ والله أَعْلَمُ } أي منكم { بِأَعْدَائِكُمْ } جميعاً ومن جملتهم هؤلاءِ وقد أخبركم بعداوتهم لكم وما يريدون بكم لتكونوا على حذر منهم ومن مخالطتهم أو هو أعلمُ بحالهم ومآلِ أمرِهم ، والجملةُ معترضةٌ لتقرير إرادتِهم المذكورةِ { وكفى بالله وَلِيّاً } في جميع أمورِكم ومصالِحِكم { وكفى بالله نَصِيراً } في كل المواطنِ فثِقوا به واكتفُوا بولايته ونُصرتِه ولا تتولَّوْا غيرَه ، أو لا تُبالوا بهم وبما يسومونَكم من السوء فإنه تعالى يكفيكم مكرَهم وشرَّهم ففيه وعدٌ ووعيدٌ ، والباءُ مزيدةٌ في فاعل كفى لتأكيد الاتصالِ الإسناديِّ بالاتصال الإضافيِّ ، وتكريرُ الفعلِ في الجملتين مع إظهار الجلالةِ في مقام الإضمارِ لاسيما في الثاني لتقوية استقلالِهما المناسبِ للاعتراض ، وتأكيدِ كفايتِه عز وجل في كلَ من الولاية والنُّصرةِ والإشعارِ بعلّيتهما ، فإن الألوهية من موجباتهما لا محالة .