المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ} (27)

26 - ردعاً لكم عن حب الدنيا التي تفارقونها إذا بلغت الروح عظام النحر ، وقال الحاضرون بعضهم لبعض : هل من راق يرقيه مما به ؟ وظن المحتضر أن الذي نزل به هو فراق الدنيا المحبوبة ، وبلغت به الشدة أقصاها ، والتوت إحدى الساقين على الأخرى عند نزع الروح ، إلى ربك يومئذٍ مساق العباد ، إما إلى الجنة وإما إلى النار .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ} (27)

{ وقيل من راق } أي قال من حضره الموت : هل من طبيب يرقيه ويداويه فيشفيه برقيته أو دوائه . وقال قتادة : التمسوا له الأطباء فلم يغنوا عنه من قضاء الله شيئاً . وقال سليمان التيمي ، ومقاتل بن سليمان : هذا من قول الملائكة ، يقول بعضهم لبعض : من يرقى بروحه ؟ فتصعد بها ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ} (27)

ولهذا قال : { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } أي : من يرقيه من الرقية لأنهم انقطعت آمالهم من الأسباب العادية ، فلم يبق إلا الأسباب الإلهية{[1299]} . ولكن القضاء والقدر ، إذا حتم وجاء فلا مرد له .


[1299]:- في ب: فتعلقوا بالأسباب الإلهية.
 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ} (27)

ويتلفت الحاضرون حول المحتضر يتلمسون حيلة أو وسيلة لاستنقاذ الروح المكروب :

( وقيل : من راق ? )لعل رقية تفيد ! . . وتلوى المكروب من السكرات والنزع . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ} (27)

{ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } قال : عكرمة ، عن ابن عباس : أي من راق يرقى ؟ وكذا قال أبو قلابة : { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } أي : من طبيب شاف . وكذا قال قتادة ، والضحاك ، وابن زيد .

27

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ} (27)

وقيل من راق وقال حاضر وصاحبها من يرقيه مما به من الرقية أو قال ملائكة الموت أيكم يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب الرقي .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ} (27)

ومعنى { وقيل مَنْ رَاقٍ } وقال قائل : من يَرْقِي هذا رُقْيَات لشفائه ؟ أي سأل أهلُ المريض عن وِجْدَانِ أحد يرقي ، وذلك عند توقع اشتداد المرض به والبحث عن عارف برقية المريض عادة عَربية ورد ذكرها في حديث السَرِيَّة الذين أَتَوْا على حيّ من أحياء العرب إذْ لُدغ سيد ذلك الحي فعَرض لهم رجل من أهل الحي ، فقال : هل فيكم مِن راق ؟ إن في الماء رجلاً لديغاً أو سليماً . رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري وعبد الله بن عباس في الرقيا بفاتحة الكتاب .

والرقيا بالقصر ، ويقال بهاء تأنيث : هي كلام خاص معتقَد نفعه يقوله قائل عند المريض واضعاً يده في وقت القراءة على موضع الوَجَع من المريض أو على رأس المريض ، أو يكتبه الكاتب في خرقة ، أو ورقة وتعلق على المريض ، وكانت من خصائص التطبب يزعمون أنها تشفي مِن صَرَع الجنون ومن ضُر السموم ومن الحُمَّى .

ويختص بمعرفتها ناس يزعمون أنهم يتلقونها من عارفين فلذلك سَمَّوا الراقي ونحوه عَرَّافاً ، قال رؤبة بن العجاج :

بَذَلْتُ لعَرَّاف اليَمامة حُكْمَهُ *** وعَرَّافِ نجدٍ إِنْ هُمَا شَفَيَانِي

فما تركَا من عُوذَة يعرفانها *** ولا رُقْيَةٍ بهَا رَقَيَانــــي

وقال النابغة يذكر حالةَ من لدغته أفعى :

تناذرها الراقُون من سُوء سمعها *** تُطلقه طَوْراً وطَوراً تُراجع

وكانَ الراقي ينفث على المَرْقِيّ ويتفُل ، وأشار إليه الحريري في المقامة التاسعة والثلاثين بقوله : « ثم إنه طَمَس المكتوب على غَفلة ، وتَفَلَ عليه مِائَةَ تَفْلَة » .

وأصل الرقية : ما ورثه العرب من طلب البركة بأهل الصلاح والدعاء إلى الله ، فأصلها وارد من الأديان السماوية ، ثم طرأ عليها سوء الوضع عند أهل الضلالة فألحقوها بالسحر أو بالطب ، ولذلك يخلطونها من أقواللٍ ربما كانت غير مفهومة ، ومن أشياءَ كأحجار أو أجزاء من عظم الحيوان أو شعره ، فاختلط أمرها في الأمم الجاهلة ، وقد جاء في الإِسلام الاستشفاء بالقرآن والدعوات المأثورة المتقبلة من أربابها وذلك من قبيل الدعاء .