وهنا ثبته الله - تعالى - وقواه ، وأوحى إليه - سبحانه - بقوله : { قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأعلى }
أى : قلنا له عندما أوجس فى نفسه خيفة من فعل السحرة : لا تخف يا موسى مما فعلوه ، إنك أنت الأعلى عليهم بالغلبة والظفر . أنت الأعلى لأن معك الحق ومعهم الباطل .
وقد أكد الله - تعالى - هذه البشارة لموسى بجملة من المؤكدات أحدها : إن المؤكدة ، وثانيها : تكرير الضمير وثالثها : التعبير بالعلو المفيد للاستعلاء عليهم .
وهو لا يوجس في نفسه خيفة إلا لأمر جلل ينسيه لحظة أنه الأقوى ، حتى يذكره ربه بأن معه القوة الكبرى :
( قلنا : لا تخف . إنك أنت الأعلى ) .
( وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا . إن ما صنعوا كيد ساحر ، ولا يفلح الساحر حيث أتى . . )
لا تخف إنك أنت الأعلى . فمعك الحق ومعهم الباطل . معك العقيدة ومعهم الحرفة . معك الإيمان بصدق ما أنت عليه ومعهم الأجر على المباراة ومغانم الحياة . أنت متصل بالقوة الكبرى وهم يخدمون مخلوقا بشريا فانيا مهما يكن طاغية جبارا .
الدليل على هذا قوله تعالى : { قُلْنَا لا تَخَفْ إنَّكَ أنْتَ الأعلى } فتأكيد الجملة بحرف التأكيد وتقويةُ تأكيدها بضمير الفصل وبالتعريف في { الأعلى } دليل على أن ما خامره من الخوف إنّما هو خوف ظهور السحرة عند العامة ولو في وقت ما . وهو وإن كان موقناً بأن الله ينجز له ما أرسله لأجله لكنه لا مانع من أن يستدرج الله الكفرة مدّة قليلة لإظهار ثبات إيمان المؤمنين ، كما قال لرسوله صلى الله عليه وسلم { لا يَغُرنك تقلُّب الذين كفروا في البلاد متاع قليل } [ آل عمران : 196 ، 197 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.