فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡنَا لَا تَخَفۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (68)

{ قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى } أي المستعلي عليهم بالظفر والغلبة ، والجملة تعليل للنهي عن الخوف ، وفيه إشارة إلى أن لهم علوا وغلبة بالنسبة إلى سائر الناس ، ولذلك أوجس منهم خيفة فرد ذلك بأنواع من المبالغة ، أحدها ذكر كلمة التوحيد وهي { إن } وثانيها تكرير الضمير ، وثالثها لام التعريف ، ورابعها لفظ العلو وهو الغلبة الظاهرة ، وهذا يكفي فيه ظن العلو في أمرهم لا أن الأعلى لمجرد الزيادة ، لأنه لم يكن للسحرة علو حتى يكون هو أعلى منهم كما قيل . قاله الكرخي .